الأحد، 11 يناير 2015

لا تعتذر..!! | آمنة عمر امغيميم

مجلة الواحة – لا تعتذر..!! | آمنة عمر امغيميم*
الأحد 2015-01-11
لا تعتذر..!!
لا تصنف نفسك من الضعفاء
لا تسقط تحت أقدامي
لأدوسك بلا رحمة
و لا اعتبار..
لا تجبرني على تقمص الجبروت
و أسلك فيك معابر البطش
ابق كما ولدك الكبرياء
و كوّنك حب الذات
لا شيء يعجبني في سفرك المفاجئ
إلى لا هدف
لا شيء يعجبني في رحيلك
العشوائي
لا تعتذر..!!
مصيرك كان خيارك
و القرار كان نهاية مسارك
كم أنت تافه في خيالك..!!
كدت تُنسى كقبر بلا شاهد
كميت واراه الزمن الترابَ
لا أنمي الغضب بأحشائي
و لا أقتات سلبيات الظروف
فلا تعتذر..
سيقتلك انحطاط كبريائك
و يفنيك الاحتضار البطيء
وحدك البطل و الضحية
أما أنا.. أشاهد أجزاء هذه المسرحية
و أنتظر لحظةً يسدل فيها الستار
لأستأنف المسير
بين دروب الزمن
بعيداً عنك..
فقد تعلمت أن أعيش
بين مفاصل الحياة
غريبة هنا و سيدة هناك
ألّفتني الأيام و الساعات
قصيدة يغنيها الربيع
لكل الفصول..
لا تعتذر..!!
فلا شيء يوجعني
و لا شيء ينقصني
أنام الليل تحت سماء
تحرسها النجوم
و على أرض تغطيها بتلات الأمل
أصحو على شدو روحي
و عبق المبتغى
و أستمرّ..
فلا تعتذر..!!
*آزمور – المملكة المغربية

الجمعة، 9 يناير 2015

الخائن


الخائن
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
اِنفجر الوزير ضاحكا وهو يحرِّكُ سبابته في الجو ثم قال:
- لا…لا،يا صديقي!…ولو لم تكن من عائلتي كنتُ طردتك.
فردَّ عليه كاتبه:
– لكن يا عمّي… الشعب وضع ثقه فيك وانتخبك…
فضرب الوزير مكتبه بقبضته وتغيرت ملامحه ثم قال:
– يا ولدي!…كنتُ أو كان غيري فالأمر سيان…ففي هذه المناصب لا يوجد صالحون…الصالحون موجودون في الأضرحة وانتهى زمنهم… نحن في زمن منْ فرَّط في فرصة شربَ الغم طيلة حياته وهذه فرصة لا تُعوَّض…
فقاطعه الكاتب بلطف قائلا:
– أعرف، أعرف يا عمي… وأنا ممتن لك إذ لولاك لعشت شخصا نكرة…لكن الأمر الذي نتحدث عنه يُسمّى خيانة والعواقب ستكون وخيمة…
فصاح به الوزير:
– يا بني!…ليس هناك من يعلم بهذا السر إلا نحن الإثنين.
فأجاب الكاتب:
– يا عمّي!…علينا أن نعيد التفكير في الأمر…فهذه أسرار الدولة الدفاعية والإستخباراتية ونحن عرضوا علينا ذلك المبلغ…فماذا لو خاننا ذلك العميل وباعنا للسلطات العليا…فطبعا سيكون مصيرنا الإعدام…
فاغتاظ الوزير وأخذ يحدجه بنظرات مشمئزة وقال له:
– عشرون سنة وأنا أكافح لأصل لهذا المنصب وهذا الأمر خططت له بدقة متناهية…وأنت الآن تريد أن تُفسد كل شيء…
فأجاب الكاتب وقد احمرَّ وجهه خجلا:
– قل لي من أين أبدأ وسأقوم بما تريد.
فقدم له الوزير محفظة جلدية وقال له:
– لقد حجزت لك في الرتبة الأولى على متن الطائرة المتوجهة لنيويورك…وبفضل جوازك الديبلوماسي فلن يفتشك أحد لأن صديقنا العميل أعطى تعليماته للجمارك…ستبيت في فندق شيراتون وهناك سيلاقيك…إنه يتوفر عن كل المعلومات عنك…ستمنحه المحفظة وتبقى هناك في الفندق لمدة أسبوع للتعتيم عن تحركاتك…لا تفكر في أي شيء…فكل ما ستحتاجه هناك مسبق الدفع…ما عليك إلا اتباع التعليمات بحذافيرها…والآن أمنحك هذا اليوم إجازة لأن غدا أمامك مهمة صعبة ملقاة على عاتقك…إنها فرصتنا الذهبية…

قام الكاتب من مكانه وودعه….
في النشرة الزوالية ليوم الغد،أعلن التلفزيون عن وفاة الوزير.لقد ذكروا أنه كان متوجها إلى العاصمة لحضور إجتماع وزاري إلا أن سيارته اصطدمت بجرار كان يريد أن يقطع الطريق.فنقلوا الوزير على وجه السرعة قصد إسعافه لكنه لم ينج من أثر الضربة التي أثرت على جمجمته.وختموا الخبر بأن رئيس الحكومة عيَّن مكانه وزيرا جديدا ألا وهو كاتبه وفي نفس الوقت إبن أخيه.
المصدر: مجلة الواحة