الثلاثاء، 30 أبريل 2013

ستشهد الرمال | فطيمة المراكشية



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ستشهد الرمال

هنا على شاطيء أمنياتي ..
سأنتظر .. كي ألتقيكِ ..

سأرسم ملامحكِـ على الرمال
ليشهد البحر حيرتي ...
كي يطبع قبلة أمواجه فوق الخيال

وسأسير في ركاب العاشقين
وأكتب من أدمعي صياح الأنين ..


فإن أتيتِ لوادي السراب
سوف أُشعل فوق الرمال الشموع
لتنير في الليل رسمكِـ الحزين

سأبكي .. وأبكي ..
حتى يثور البحر من أدمعي ..
وسأنتظر كل العمر كي ألتقيكِـ ..



فطيمة المراكشية
المملكة المغربية

هذا ما حصل في بداية زواجي | رحلتي للبر




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

رحلتي إلى البر قصتي حقيقية || فطيمة


القصة كما أذكرها وقعت أحداثها في اليوم 35 من زواجي ,
وعدني زوجي قبلها بأسبوع أن نقوم برحلة إلى الطبيعة بعيدا عن فوضى المدينة وتغييرا لجو الإعمار ..


وبما أنني في بلد غير المغرب لم أتعرف بعد على نمط العادات في أمور كثيرة ,
فقد انتظرت يوم الخميس بفارغ الصبر كي أهرب في رحلة خلاّبة أمتّع منها نظري ,
وآخذ شحنة تنشرح بها نفسي من عناء الروتين المُنهك ..


وها قد أتى يوم الأربعاء وقبل النوم واستعدادا للرحلة كنت قد جهّزت ما يمكن احتياجه ,
نقّعت الدجاج وقطّعت أوصال اللحم للشوي وغسلت السلطات والفواكه ,
ووضعت الفحم ومستلزماته في حقيبة خاصة ,
وأيضا فراش الجلسة والمساند والصحون وكل شيء ,
وفي الصباح حمّلنا أمتعتنا وركبنا السيارة في اتجاه >> الحرية ...


قطعنا مسافة ليست بالقليلة أرى البنايات مترامية الأطراف قد بدأت تقل وتقل إلى أن انقرضت ,
مشينا ومشينا ولم يبقى على الجوانب إلا كتبان الرمل , ا
الآن قد عرفت معنى ( الطريق الصحراوي ) الذي كنت أسمع يردده إخواننا المصريين في الأفلام ..


ما زلنا نمشي .. بدأ الشريف يحكي ويروي كل شيء وأي شيء منذ ساعة ونصف وهي المسافة التي قطعناها , خ
لّص الحديث , ومازلت لا أرى لا طير ولا شجر , فقد بدأت أفقد الأمل أن على الأرض أشجار أو عشب أو حياة حتى ..

دار في خُلدي أن الشريف قد ضيّع الطريق أو أنه قد أخذه الخط الرئيسي إلى مدينة أخرى دون أن ينتبه ...

لم أستطع أن أقول له شيئا لأنني ما زلت ( عروس ) يعني لم أدخل بعد مرحلة التمرد والإعتراض والشجب والإستنكار ..

وما زلنا نمشي ونمشي , وزوجي ما يزال يحكي ويتكلم ولكنني أصبحت لا أرى منه إلا شفتاه تتحركان ولا أسمع كلاما , لشدة شرود ذهني ..

تارة أقول : لابد أن الرجل قد أضاع الطريق ..

ما هذه الرمال التي تكاد تكون جبالا ؟
أين الورود والبساتين ؟
أين النخيل والمياه والشلالات ؟
أين الغابات والأشجار ؟

هذا ما كنا نخرج إليه للإستجمام والراحة في مغربنا الحبيب
وخصوصا مدينتي مراكش التي تتميز بشلالات أوزود والودياان والجبال بكل جمالها الذي لايوصف ,
وحتى الغابات وكأنها جنان مترامية الأطراف من اخضرار الدائم ...


في وهلة وجدت نفسي ألتفت إلى زوجي في تأكد هل هو زوجي , أم أنها عملية اختطاف من شخص لا أعرفه ..

لم أستطع الصمت طويلا فقلت له في حيااء يقطر من ( رقعة وجهي ) وابتسامة مصطنعة حتى لا أعكر الجو ( الرومانسي )
وسألته بصوت مبحوح من الصمت الطويل والكلام الكثير بداخلي :


- إلى أين نحن ذاهبان ؟
رد : إلى البر طبعا ..

- وأين يقع هذا البر >>
أحافظ على الإبتسامة حفاظا على عدم تلويث هذا النهار الأغبر ..
قال : خلاص قربنا بس ننزل من الطريق الفرعي وخلاااص ...


وفعلا لفّينا يسار وبعد 3 كيلو تقريبا دخلنا مساحة منبسطة ووقفنا ..

قال لي والفرحة تغمر وجهه ....
- وااااال أخيرا وصلنا ..!
علامة استفهام وتعجب ارتسمت فوق رأسي وأنا لا أرى إلا صحراء قاحلة وعلى مد البصر تلتقي الرمال بالسماء ,
بدأت أفرك عيوني مثل الرسوم المتحركة ربما أن عليها غشاوة , ولكنها الصحرااااء لااا غير منعدمة فيها الحياة كليّا ...



- ناداني : هيا ساعديني ننزل الأغراض ..
- قلت : وماذا سنفعل في هذا الخلاء ؟
- أجاب : خلااء !؟! ... هذه طبيعة رب العالمين تعالي ساعديني ..


ذهبت وبدأت أنزل ما جهّزته بالأمس وكأن الطير على رأسي ..
فرشنا ووضعت الحاجياتي وبدت لي كأنها كومة خردة معروضة للبيع في مكان نائي ..

أردت أن أفهم الموضوع لم أستطع ..

فرد الحاج قائلا :
ننتظر شوي بعد أن نستمتع بالجو الطبيعي ونضرم النار في المشواة لتجهيز الغذاء ..
وكم كانت وجهه مشرقا وهو يسحب قلمه من جيبه ويبحث عن ورقة ليكتب بعض أبيات من الشعر ,

( والتي خالجت دواخله من تأثير المنظر الجميل ) .. واااا ويلااااااااه .. وااا مغربااااااه الجميلاااه والرائعااااه

أما أنا فدموعي على وشك أن تمطر , وإحساسي ببركان يغلي جعلني أحس بإحباط شديد ..
يا شماتة أبله طازا فيّا ..

قلت في نفسي : يا ليتني في السنة الثانية أو الثالثة من زواجي لكنت قد أقمت قيامة في هذه اللحظة وجمعت عليه كل أفاعي وحيّات هذا البر ..


إذن نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فقد جهزت الغداء وانا أستمتع بشلالات الرمال وبساتين الكتبان ..
طفحنا المشوي وأكلنا المقلي وشربنا السوائل وجلست أقرْقِش في عيوني والأمر لله من قبل ومن بعد


في العصر قال زوجي:

هيا نحمّل الأغراض لنعود أدراجنا قبل الغروب ..
أو تريدين أن تشاهدي الغروب وجماله هنا في هذا البر الجميل ؟ > وكأنه رآني متشقّقه من الغبطة والفرح
بل أريد أأن أرى أحد عفاريت سليمان في رمشة عين يأخذني للبيت >> قلت في نفسي

رجعنا نطوي الطريق عائدَين إلى البيت ..
وتخيلوني أنا .. >> ( وحالي ودموعي وابتسامتي والرمال ) ..

رجعت وكأنني أبو جهل وقد أضاع عصاه وعمامته ونظارة شانيل ..

أردت فقط أن أعرف ماذا كانت فائد هذه الرحلة على نفسيتي
فلم أجد إلا أنني في حاجة لأن أصرخ بأعلى صوتي حتى أُخرج غيضي ..
فقد ركب رأسي مائة عفريت أفريقي و13 جنّي آسيوي ..

عدت أدراجي كما يقول المثل المغربي :

كي ميت العصر ما دّا خبار وما جابها ..

ولا تسألوني عن معنى هذه المقولة .. صدقوني لا أعرف
إنما نقوله لمن لم يأتي بفائدة من أمر ما ...


هذه قصتي لرحلتي البرية في أول أسابيع من شهر >> العسل
قصتي كتبتها حتى تشاركوني الحلقة الأولى من الذكرياات ..

همسة بعد 10 سنين زواج :

للبر والرمال جمالها الخلاب وسحرها الذي يغيب عن من لا يعي هذا الجمال
ولا ننسى أنها تسمى الرمال الذهبية حينما تكتسب هذا اللون عندما ترسل الشمس عليها أشعتها
الشمس التي لن نرى أجمل من شروقها وغروبها إلى من هنا ونحن على بساط الرمال الصافية
والكثبان بذلك الرسم البهي كما رسمته الطبيعة وتعجز عن رسمه أيادي البشر إلا في لوحة بأنامل رسام
للصحراء جمال خاص له فوائد بصرية لمد البصر .. وصحية لنقاوة الهواء
هذه هي الرمال والصحراء التي لم أفهم لغزها إلا بعد سنين من رحلتي هذه

فطيمة المراكشية
المملكة المغربية

الاثنين، 29 أبريل 2013

كسبوا الرهان يا عرب الغفلة بقلم فطيمة المراكشية


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة






كسبوا الرهان يا عرب الغفلة | فطيمة المراكشية



كسبوا الرهان يا عرب الغفلة

مثل مغربي يقول : كوّر وعطي للأعور


يعني اعمل لقمة واعطيها للأعمى ..
سيأكلها بدون أن ينتبه إذا هي نظيفة أو بها شوائب ..


هذه هي سياسة العالم حينما يقررون تنظيم بطولة لكرة القدم
بما أن العالم العربي مشتعل والأرواح تُزهق بالمئات ظلما وجورا يوميا
تقرر الأمر أن يُنصب فخّ رياضي سياسي لكي يشتت العقول ..
ويُذهب بالألباب في اتجاه الترفيه والمتابعة للمباريات ..


وبما أننا قوم تُبّع فبدون إرادة ولا وعي ننساق وراء الخطّة المُحكمة ..
فـ بعد أن كانت الحناجر تصرخ :
أنقذونا من الرصاص والذبح والطغيان ..

ها هي اليوم تهتف : واااااااو Gooooole ...
يا للعار ويا شماته الغرب فينا .. لقد تم تبريد الدماء الحية ..
في حين أن دماء الشهداء تغلي مطالبة بصوت استنكار ..


لقد اختلطت الأصوات وعم الضجيج ..
نساء وأطفال وشيوخ في بقع من الأرض تنادي :
ربااااه .. قتلونا .. شردونا .. ظلمونا .. رمّلونا يتّمونا ..

وجماهير من بقع أخرى في إغماءة كاملة تنادي :
.. اضرب .. سجل .. ميستي .. هددددددددف ...
والغاضب منهم يلعن ويشتم من خذلهوه في تحقيق النصر الكوروي ..


وللأسف النداء الجماهيري قد لفّ النداء الإستيغاثي بكفن المتوفي ..
وأغدق عليه من الحنوط .. ودفنه مؤقتا إلى أجل آخر .. حتى تنتهي البطولة ..
عندها يكون الطغيان قد أفنى ما بقي من الأحياء ..


بحثت كثيرا في النتيجة التي سيخرج بها الجمهور بعد هذه الفرحة للبعض .. والحزن للغير منتصر فريقه ..

فرأيت :

أن الملايين من الدولارات في جيوب الفُرُق بأطقمها ..
والملاييير بجيوب الحكومة كالعادة ..
والجمهور نصفه له متعة النصر ووطنية الفوز ..
والنصف الآخر الحسرة والبكاء على تهاون الأقدام ..


أما الكأس فطبعا لن يكون للـ ( العرب ) ..
ونحن نعرف جيدا من هو الفريق الإسباني ..

إذن فإن الغرب هم الفائزين في كل الأحوال ..
سواء الحال السياسي أو الرياضي ........



لقد كسبوا الرهان

من خطط السيد الحمار | من ذكريات الطفولة فطيمة المراكشية


من خطط السيد الحمار

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

الأطفال مهما انتبه لهم الآباء وراقبوهم لابد من الإنفلات والتجاوزات التي قد تكون خطيرة على حياتهم
عندما يريد الطفل خوض تجربة ما ويعرف أنها خطأ , حتما سيهيء لها أسباب التخفي لكي يجربها
وعندها يهنأ له البال ... إنه الفضول البريء ولكن ربما تكون نتائجه كارثية ..


أتذكر ابن خلتي ونحن صغارا وعندما نذهب للبادية لبيت جدي كان يحب ركوب الحمير أعزكم الله
وكانت خالتي تضربه تارة وتنهاه أخرى .. وصارت مشكلتها مع ولدها تنحصر في مجتمع الحمير ..
ولكنه هو ... يسمع كلامها من الأذن اليمنى ويُخرجه من اليسرى ..
لأنه يحس وهو على ظهر الحمار كفارس مغوار في ميدان معركة

مرة غافلها وأتى بحمار كي يركبه , سحبه من الحبل إلى حافة البئر لتكون له مثل السلم حتى يركب على ظهره
ولكن الحمار لم يكن حمارا هذه المرة .. فقد مسك بابن خالتي بعضة ملء شدقيه من فخذه ورماه مباشر في البئر
المصيبة لا أحد علم بمكيدة الحمار ولا بتنفيذها , وظللنا يوما كاملا نبحث عن عبد الفتاح التائه وأمه تكاد تُجنّ
إلى أن أتت امرأة تريد ماءا بدلوها من البئر , فتمسّك بـ الدلو فهربت المسكينة تصرخ وتولول تقول أن بالبئر جنيا

حينها عرفنا أن العفريت ما هو إلا الإبن الضائع طول اليوم

ومن تجربته هذه فهم لماذا أمه كانت تنهاه عن ركوب الحمير

حادثة أخرى لنفس هذا لطفل عبد الفتاح ولكن كان في 16 من عمره وفي نفس البادية
غسل شعره الطريل من ماء البئر الذي ينساب رقرقا من ماصورة الماء آتيا بدفعة الماطور من القعر
غسل شعره وأراده مكريبِي .. أو مثل شعر الهيبّي .. فبدأ يهز رأسه بشدة يمنة ويسرة
ففقد توازنه وكانت الضربة في الماصورة من جبهته أحدثت جرحا فلق جبعته عميقا
فوقع مغمى عليه والدم يغطي وجهه ..
أتت أمه تركض وتبكي : ياك شبعتي تشنتيف ؟
ياك شبعتي جدبة بحال إلا شادّاك ميرا بنت بلخضر ؟
مااااالك أوااااا بغيتي تفرفر بلا جناوح ؟


والآن أصبح رجلا كامل العقل والثباات وله من الأبناء 4 أكبرهم 15 سنة
وما زلنا نتذكر قصة الحمار والبئر كلنا جمعتنا ظروف الزيارات العائلية ..
وهو لن ينساها طبعا لأن نواجد الحمار بعدد أسنانه الـ 44 قد تركت له طابعا الذكرى على فخذه إلى اليوم


من ذكريات فطيمة المراكشية
كونو بخير دائما

الأحد، 28 أبريل 2013

كلمة الشهر | واحتكم تسألكم


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بسم الله الرحمن الرحيم

لكل مقام حسبة ومقال , ولكل موضوع حوار , ولكل حوار رأي , وعند إبداء الرأي يحضر الأخذ والعطاء ..
ربما نتفق تماما أو جزئيا أو ربما نختلف كليّا ... لأن هذا العقل الذي وهبنا إياه رب العالمين
جعل فيه نورا يضيء مساحة كل فكرة تأتيه , وثباتا يوزن به مكامن الأمور ..
وبما أن لكل منا كيانه وشخصيته الخاصة به , لابد من أن لكل منا رأيه المنفرد والمتفرّد
قد يراه من وجهة نظره الخاصة أنه هو الأصح وهو الأمثل ..
وربما يراه الطرف الآخر خطأ وغير منطقي أو غير عقلاني أصلا ...
وليس معنى هذا أن اختلاف النظرة للأمور يغيّر من الترابط الحسي والأخوي
بل عند الحوار يتم الإقناع أو الإتفاق على الرأي أو الإختلاف ..
مع الحفاظ على الود ليبقى التلاحم الوجداني يجمع المشاعر ...

لهذا واحتنا اليوم تضع نفسها على كرسي الإعتراف لتعطي لسكانها فرصة إبداء الرأي
واحتنا اليوم قررت أن تلتقيكم في لقاء هي الضيف تكون فيه وكل عضو هو المذيع أو الجمهور
فكلا الطرفين وضعهما في محل طرح الأسئلة أو إبداء رأي أو اقتراح أو مشورة أو استفسار

تقول لكم الواحة اليوم وكدائما :

وُلدت منكم ولأجلكم ولكم , واجتمعتم في كنفي برباط العلم
احتضنتموني وحضنتكم مثل الأم الرؤوف بقلبها الحنون
كالبستان تترامى أطرافي خضراء نضرة تنبت غذاء الروح والنفس والعقل
أبواب جناني على مصراعيها مفتوحة لتحتضن اللقاء بالفرحة والأمل
فاقطفوا مني ما لذ من ثمار العلوم فأنا جنة المعرفة
ثمارا تجنونها مما زرعته أفكاركم من بذور أينعت وأثمرت

عرفكم كما تعرف الأم فلذ كبدها من خلال ما تقدمونه من مشاركات
ولكن يبقى جزء كامن في القلب لا أستطيع الوصول إليه ولا يعلمه إلا الله
إذن : فقد أحببت اليوم أن أعرف ما يجول في فكركم وقلوبكم وخواطركم عني

من أنا في نظركم ؟

ما أسئلتكم ؟
ما استفساراتكم ؟
ما انتقاداتكم ؟

خلاصة كلامي : ما رأيكم في واحتكم ؟

فكلمة هذا الشهر : لكم

عن إدارة واحة الإعاقة والأمل


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عجبي يا رياح الأفكار | فطيمة المراكشية


أهواء الناس ورياح الأفكار :

أتذكر مؤخرا في عيد الفالنتاين بعض منا وضع بعض الكلماات كإشارة احتفالية بسيطة بهذا اليوم ..
الذي يخلّد ذكرى حب بِتْنا نتذكرها كل 14 من فبراير تلقائيا أو إجبارا ممن يذروننا به في المشاركات ..

فرأيت بعضا ممن أفتوا أنه حرام الإحتفال به , ومنهم من يرونه لاجدوى منه حسب قولهم ..
بحجة : وأن الحب في كل لحظة نعيشه في حياتنا وليس يوما في السنة فقط ..
ولست أدري كيف فسّروا هذه الذكرى على أنها ( حب ) مرة في السنة فقط والباقي ( كراهية ) ..

وأتذكر أيضا عندما أتى عيد الأم , قامت دنيا بعضهم ولم تقعدها وقالوا :
هل الأم تستحق فقط الإهتمام منا يوما واحدا في السنة .؟
ألا يجدر بنا الإعتناء بالإحتفال بها عاطفيا وروحيا كل وقت لأنها الأم .. ؟
أيضا لست أدري كيف فسروا أننا لا نهتم بأمهاتنا ونحبهم إلا مرة في السنة ,

وما هذا إلا حدود التفكير وضيق الأفق عند هؤلاء القوم ..

أتينا ليوم ( 8 مارس ) اليوم العالمي للمرأة , تجوّلت في النت والفايس قبل أن أتكلم هنا ..
الغريب أن من وقفوا ضد الفالنتاين وضد عيد الأم لم أرى منهم أحدا نطق وقال :
هل المرأة تستحق فقط يوما في السنة لنعتني بها ونعطيها الإلتفاتة التي تستحقها ؟


بل أراهم صامتون لم يحركوا ساكنا , وكأنهم بصمتهم هذا يقولون :
هذا اليوم في السنة يكفي لهذه المرأة , وربما كثير في حقها ..


عجبي !!

نساكـِ قلبي | فطيمة المراكشية




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نساكـِ قلبي


من منا لا ينزف بـ قلم دمه حبر .. وألمه بقايا مشاعر نزفتِ الإحساس بين السطور ..
من منا لا ينثر نبضاته بين الجراح وأنين الروح وآلام الفراق وفرحة اللقاء المفقودة ..
تحتضر بين أروقة الصفحات تنهدات امتزجت بزفرات من حمم الشعر والمشاعر ..

تلاقينا بأنفاس تدقّ أجراس الموت قد سكن توابيتا أثقلها ركام الذكرياات ..
في ذلك الجسد .. قلب قد كان يسكن عتمة الدواخل أسيرا بين الضلوع ..
أتى اليوم هنا لينبض بلا نبض .. ويبوح بهمس .. ويصرخ بصمت ..
يطلق العنان للقلم كي يمشي بخطوات متناثرة .. وأثر مسيره عبرات ..

هنا تعذر المسير .. حتى غمرت العبرات ورود الوجنات

تلك من كانت فاتنتي تبحث عني .. تناديني بين شعاب الروح
تناجي قمري تسأل سراب الأيام وأحلام الأمل

لا تعتذري اليوم لا تكتبيني بين صفحات الندم
لا تبعثري وردتي الذابلة بين دفتيْ دفتر ذكرياتك
لستِ إلا ذكرى محتها ذكرى ..
تلتها ذكرى .. فبقيت في القلب مجرد ... ذكرى

دعي قلمك يبكي دما .. ويزحف نحو جرف الإنهيار
لا أراه إلا حبرا أحمرا يشطب ثقتي فيكـِ والأمل ..
كأستاذ يصحح كراسة جبروتك .. ويسطّر تحت كان والخبر
ليت دموعكـِ حضرتني يوم الترجي بين يديكـِ كطفل مُهل
ليت توسلاتكـِ رأتني وأنا إليكـِ أبكي وأتوسل ....

أصمتي .. ثرثري .. بوحي بالصراخ ودم الجراح ..
دوّني إسمي على صفحة النسيان بدم حبركـِ وابهتان

فقد صدكـِ قلبي

في صمت | فطيمة المراكشية


في ( صمت ) ...

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



تقف شامخة في ( صمت ) .. تتحلى بأبهى صورة وتتزين بكل الألوان ..
كي تُراقص النسماات في هدهدة بذاك الجسد اليافع الفاتن في ( صمت ..
كي تواجه الرياح والعواصف قابعة بإصرار في مكانها متمسّكة بأصولها في ( صمت..

تُنجب أطفالها تربيهم في حضنها تتباهى بهم ..
وتهديهم ( لنا ) في صمت .. كي نسعد ( نحن ) لأنها كريمة معطاءة ..
تعيش عمرها متحدّية كل الظروف القاسية في ( صمت ..
ثم تبدأ في فقدان فتنتها وجمالها - رونقها - ألوان ملامحها - بقايا أطفالها .. فتتعرى من كل شيء

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

فتتعرى من كل شيء ..
فتموت واقفة في شموخ و( صمت ) --------- إنها :

الأشـجــار

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


فهل لنا أن نكون مثلها حتى نعيش أجمل العمر في ( صمت ..؟
ونموت وافقين .. وبشموخ وكبريااء في ( صمت ) ؟



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


الجمعة، 26 أبريل 2013

صندوق الجارة فضيلة | من ذكريات فطيمة المراكشية


في هذه اللحظة من يوم الأحد 17 مارس الساعة 8 و10 بتوقيت الخليج
منزوية في ملل على الكنبة , أمامي التلفزيون على قناة إم بي سي أكشن , بين الفينة والأخرى ألقي نظرة على البرنامج الرياضي البايخ
ذاك المذيع الذي يعتقد أنه يملك حنجرة تمكّنه من جذب المشاهد ,
يعطي تعاليق على ضربات متبادل بين لاعبيْ البوكس مع إضافات تأثيرات أبشع من فكرة البرنامج ومن أبدعه

بين تصفحي للواحة وقوقل وتعليقات متناثرة على البرنامج الرياضي سرح فكري ثم سااااافر إلى المغرب وبالظبط لمراكش وبدقة لبيتنا

تذكرت لقطات ربما عادية ولكنها أضحكتني الآن بطريق هستيرية أعزي بها نفسي وأنا في هذا الحال من الغربة التي أنهكت نفسيتي وأخذت مني راحة البال

تذكرت جارتنا .... سيدة هرمة رسم الزمن على وجهها تجاعيد السنين
وألبس صحتها ثوب المرض حتى تقوّس الظهر ولم تعد تستطيع لتلبية حاجياتها نداءا
في جلستنا أنا وأمي وأخواتي في الصالة وصينية الشاي حاضر ذات عصرية ,
سمعنا طرق الباب ,,, فتحت أمي فرحبت بالطارق , إنها السيدة فضيلة دخلت تجر ما بقي لها من قوة تساعدها على ذلك عكازتها وأنفاسها العالية

قمنا سلمنا عليها وأمسكتها أختي من ذراعها كي تساعدها على الجلوس
قبلها كان ابن الجيران قد ناول أمي صندوقا خشبيا مهتريء الأظلاع متفكك الباب , وأتم أدراجه في اتجاه وجهته

بعد إلتقاط الأنفاس قالت السيد فضيلة متوجهة بالكلام لأمي :
هنية يا بنتي هذا الصندوقأضع فيه ثيابي أريد إعادة لمّ جوانبه وأريد له قفلا وبيزاكرات إذا أتى أحد أولادك أتمنى أن يأخذه للنجار لأنني لا استطيع الوصول للسوق
ومدت يدها لداخل ثوبها من فتحة الصدر فأخرجت قطعة قماش على شكل صرّة فتحتها وأخرجت منها بضع دراهم هي أجرة النجار

قالت لها أمي : والله لن آخردها إنه لن يكلف شيئا ما سيطلبه المعلّم سيفعه أبو الأولاد
شكرت السيدة أمي ودعت معها بدعاء ما أروعه وشربت كأس شاي مع قطعة كيكة قالت أنها هشيشة ولا يلزمها مضغ لأن أسنانها يرحمها الله برحمته

لفت إليها أمي بضع قطعات من الحلوى وعندما أرادت الإنصراف رافقتها أختي إلا باب بيتها لكونه ليس بعيدا عن بيتنا

كدت أن أصدق أن هذا صندوق جارتنا فضيلة .. فيه شبه كبير منه

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ومن هنا نبدأ موضوع سبب كتابة هذه الحكاية :

أتى أبي في الليل فطلبت منه أمي أن يأخذ الصندوق للنجار , وفي الصباح وهو متجه للعمل أخذه في طريقه

في اليوم التالي أتى النجار بنفسيه بالصندوق مصلَّحا كما أرادته السيدة
لم يكن أحد باليت سواي أنا وأخي حسن عمره تقريبا 26 سنة تسلم أخي الصندوق ووضعه تحت السلّم أو ما نسميه بـ الدروج
في اليوم التالي كنا في الطابق الثاني وأخي حسن في الطابق التحتي منشغل بدراجته النارية وشيء آخر حدث سأذكره في النهاية كي لا أحرق الحكاية

مرت أيام فتذكرت أمي الصندوق وقالت لأبي : أين الصندوق ألم يتم النجار تعديله ؟
قال لها : أحيانا أجلس معه في حانوته ولكن نسيت أن أسأله
ردت أمي : ما دمت تراه دائما لماذا لم تسأله ؟ إن أتت المرأة ماذا أقول لها بعد هذه المدة وهي اعتمدت علينا
قال لها : غدا ذكريني
في الغد أمي نسيت أن تُذكّره وهو ايضا غاب عن باله الأمر

لما رجع بالليل سألته مرة أخرى فرد عليها : ألم أقل لك ذكريني ؟
قالت : وأنت بما أنك تمر من السوق صباحا مساءا ألا تستطيع التذكر ؟
قال : كما نسيتي أنت فقد نسيت أنا ايضا ... وكلمة من هنا ومن هناك .....

وياااااا سكان الواحة ها قد وجد أبي وأمي سببا للشجااااار من مدة طويلة لم يتناوشا فقد وحشتهما الحالة هذه
أبي : لماذا لم ترسلي أحد عجولك ( إخواني ) أكل ومرعى وقلة صنعة وكل واحد ركبُه كـ رُكب الناقة أرسليهم في مهمتك .. فهم متفرغين
أمي : أنا اعتمدت عليك لأنك على معرفة بالنجار كي لا يهمله بلا إصلاح
وهااا أبي قد فار دمه وطلعت له القردة فوق السور فصرخ : من قلة النجارين ! ما رايك أنني لن أسأله لا هذا العام ولا العام الجاي ..
أرسلي شي بوركابي من ولادك ( يقول لها ( ولادك ) وكأنها أنجبتهم بالإستنساخ )

المهم أن الأصوات تعالت وفي هذه اللحظة دخل أخي حسن وهو يحاول مساعدتي لهما لتهدئة الصراع سألني ما السبب فأخبرته

بدأ يقول بصوت هاديء .... : واااااااااا أمي وااااااابّا اسمعوني ... لحظة فقط كي أخبركما بالأمر وما جرى
وناداهما بكل طبقات صوته ولكن لا من سامع ولا من منتبه

وطبعا هما منشغلان باللوم لدرجة اختلطت الأصوات والكلام ... فلم يعد تمييز ماذا يُقال
جلس أخي على الكنبة وقال لي اتركيهما حتى ينهيا هوايتهما المفضلة

بعد أن اكتمل آخر مشهد من التناوش قال حسن :

هل انتهيتما ؟ قال له أبي بصوت عالٍ لم ننتهي نأخذ هدنة ماذا تريد أنت الآخر ؟ أتريد أن تتفرج ؟ هل نحن فرجتك ؟

رد حسن : لقد أتى النجار بالصندوق وفي اليوم الثاني كنت مارا من باب بيت السيدة فضيلة فطلبت مني أن أسأل أمي عن الصندوق
فرجعت للبيت وأخذته وسلمته إليها .................... يعني صندوق الجارة وصلها من زمااااااان

في لحظة كـ طرفة عين وكأنكَ قلت لهما :
وااحد , إثنين , ثلاثة ... لم أرى إلا فردات الأحذية والصنادل تتنطاير على أم رأس حسن ومن قميصه مسكته أمي تريد عضّه
للمعلومة : أمي إذا أرادت ضرب أحدنا وهو طويل عريض وجلدع لا ينفع معه ضرب فإنها تستعمل لغة العضيض

أفلَتَ منها حسن بصعوبة وقالا له بصوت واحد : لماذا لم تقلها وجالس تتفرج علينا وساكت ؟
قال : تركتكما حتى تنهيا ما بدأتماه كيف أقطع عنكما هذه المتعة ...

هدأ الجو وصفى بسرعة كما اكفهرّ بسرعة جلسنا على طاول العشاء وجلس حسن جانب أبي
وفجأة سمعت صوت شيء ارتطم بشيء .. إنه أبي نزل بـ صحن على رأس حسن قائلا :

يعني الآن يراني النجار يوميا أسلم عليه وأقابله ضاحكا مستبشرا منكّتا شاربا للشاي الذي يقدمه لي ولا أعلم أن ثمن عمله دين علي ؟
لماذا لم تقل لي حتى أعطي الرجل حقه ؟ صرت الآن وكأنني أكلته في رزقه عمدا !!
رد حسن ووجهه مختلط الملامح : لماذا فاجأتني بصحنك هكذا ؟ وكيف سأجيبك وأنت أفقدتني الذاكرة ؟

ما أحلاك يا ذكريات أمي وأبي وباقي الأسرة وحشتووووني جدا جدا

أين الوعود ؟ | فطيمة المراكشية


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


23 \ مايو \ 2011 م





كنتَ هنا

أي حلم حلّ بأحلامي ؟
وأي سراب مر بـ أوهامي ؟
كنتَ بالأمس هنا ..
واليوم حديث أوراقي
ما تزال بقلبي نبضاات
تحكيك وتغازل أشواقي

ما تزال في دمعاتي آهاتي
وفي أعماق الإحساس آلامي
أي وعد منك هاجري
انتظرتك فطاال انتظاري

بحثت عنك في دروبي
وفي البساتين وبين الزهور
هنا تحت هذه الشجرة
كنا ننسج ألف حكاية وحكاية
رسمناها لوحة من الأماني

تحت توقيع : حبك وحبي

ما زلت أبحث عن رسمك
بين وُريْقات ورودي الذابلة
بين سطور قصيدي
وكلمات خواطري

كنتَ هنا تهمس لي :

لن أتركك يوما ...
لن أتنفس إلا عبير قربك
لن أعيش إلا على أنفاس حبكِ

أنتِ أملي
أنت نور بدد ظلمة أيامي
يا فجرا للآتي من عمري
يا شمسا لن تغرب من دربي
أنتِ الدجى والليل والسحر
أنتِ نجومي وكواكبي والقمر
أنتِ أزاهير حياتي والعمر
أنتِ سمفونية عشقي
على أوتار قطرات المطر
أنت أنغامي وألحاني
وكل رقصات الفراشات
على أزهار أيامي المقبلات
ضمي يدي .. بدديها بين راحتيك
أدفئيها بحرارة الوصال
ما أروع انصهار كيفينا
إلتحام بين المد والجزر
على سواحل بحر الأحلام
حلمي وحلمك يلوح في الأفق
حتما سيتحقق
حتما ... حتما

أينكَ ؟ وأين الوعود ؟

الخميس، 25 أبريل 2013

كن نبضـااتي | فطيمة المراكشية




نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

كن نبضااتي

كن الماضي أستعيد ذكرياتي
كن حاضري أعيش سعادتي
كن مستقبلي واسقيني أمنياتي
كن .. الغزوَ الحميدَ لحياتي

غيّبتَ ظلام دروبي ومتاهاتي
وأنرْتَ طريقي لخطواتي
كن عيوني وسهامُ نظراتي
كن دمي تحتويك أوردتي
كن همساً يشفي جراحاتي
كن بلسما يخمد عذاباتي

كن قلبي يا قلبي ونبضاتي
كن عمري يا عمرَ لحظاتي
كن كما أنت وتقبل هفواتي
كن دِفئي ودرعا لعثراتي
كن ربيعا وحضنا لنسماتي

كن أحلامي وملاك سباتي
كن قصيدي وحروفَ كلماتي
كن عِشْقي وحبي وحياتي
كن هنا كي تخبو زفراتي

كن نبضااتي

ذكريــاتي الحزينة | فطيمة المراكشية





نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ذكرياتي الحزينة

لم يبق غير دفاتري وبقايا أقلامي
متناثرة بين حاجياتي الصغيرة
ومحبرة رسمَتْ أحلام الماضي
وسطّرتُ بها ذكريات الأليمة ..


أنا لست رساما يرسم آهات الأحزان
ولا رحالا في كل مكان وبعض الزمان ..
ضاعت فوق رمال الحب أشجاني
وفتّشتُ في أعماق البحر عن خاتم النهاية

لأضمّه لأوراقي القديمة ..
على طاولة أحلام الماضي ...
المليئة بعبق الصدق .. وعطر الأيام


فكم زرعتُ الورود والريحان ..
وفرشتُ الأرض لتمر حبيبتي ..
فوق رمال كُتبت عليها ..


ذكرياتي الحزينة ..

الأربعاء، 24 أبريل 2013

كلمة هذ الشهر منكم ولكم





بسم الله الرحمن الرحيم

لكل مقام حسبة ومقال , ولكل موضوع حوار , ولكل حوار رأي , وعند إبداء الرأي يحضر الأخذ والعطاء ..
ربما نتفق تماما أو جزئيا أو ربما نختلف كليّا ... لأن هذا العقل الذي وهبنا إياه رب العالمين
جعل فيه نورا يضيء مساحة كل فكرة تأتيه , وثباتا يوزن به مكامن الأمور ..
وبما أن لكل منا كيانه وشخصيته الخاصة به , لابد من أن لكل منا رأيه المنفرد والمتفرّد
قد يراه من وجهة نظره الخاصة أنه هو الأصح وهو الأمثل ..
وربما يراه الطرف الآخر خطأ وغير منطقي أو غير عقلاني أصلا ...
وليس معنى هذا أن اختلاف النظرة للأمور يغيّر من الترابط الحسي والأخوي
بل عند الحوار يتم الإقناع أو الإتفاق على الرأي أو الإختلاف ..
مع الحفاظ على الود ليبقى التلاحم الوجداني يجمع المشاعر ...

لهذا واحتنا اليوم تضع نفسها على كرسي الإعتراف لتعطي لسكانها فرصة إبداء الرأي
واحتنا اليوم قررت أن تلتقيكم في لقاء هي الضيف تكون فيه وكل عضو هو المذيع أو الجمهور
فكلا الطرفين وضعهما في محل طرح الأسئلة أو إبداء رأي أو اقتراح أو مشورة أو استفسار

تقول لكم الواحة اليوم وكدائما :

وُلدت منكم ولأجلكم ولكم , واجتمعتم في كنفي برباط العلم
احتضنتموني وحضنتكم مثل الأم الرؤوف بقلبها الحنون
كالبستان تترامى أطرافي خضراء نضرة تنبت غذاء الروح والنفس والعقل
أبواب جناني على مصراعيها مفتوحة لتحتضن اللقاء بالفرحة والأمل
فاقطفوا مني ما لذ من ثمار العلوم فأنا جنة المعرفة
ثمارا تجنونها مما زرعته أفكاركم من بذور أينعت وأثمرت

عرفكم كما تعرف الأم فلذ كبدها من خلال ما تقدمونه من مشاركات
ولكن يبقى جزء كامن في القلب لا أستطيع الوصول إليه ولا يعلمه إلا الله
إذن : فقد أحببت اليوم أن أعرف ما يجول في فكركم وقلوبكم وخواطركم عني

من أنا في نظركم ؟ ما أسئلتكم ؟ ما استفساراتكم ؟ ما انتقاداتكم ؟

خلاصة كلامي : ما رأيكم في واحتكم ؟

فكلمة هذا الشهر لكم

العنوسة وما بعدها | مراحل سلوك زوجة | بقلمي فطيمة


العنوسة وما بعدها

أولا عذرا على لفظ ( العنوسة ) , شخصيا أحب أن أسمي الأشياء بمسمياتها لهذا يكون الإسم في الغالب ( قاسيا ) .. ولكن الضرورة تفرضه لكي يكون المعنى واضحا للمقصود .


تبدأ الفتاة في التفكير في الزواج من سن 16 و20 سنة وهذا هو السن الطبيعي للتفكير في الأمر , ولكن أحيانا تمتدّ بها السنين إلى 35 سنة وما فوق , وهذا هو سن الخطر لفوات قطار الزواج ..
فتبدأ في اتخاذ الأسباب لإنقاذ ما تبقى من الشباب فتتخذ أساليب لذلك عادة مقبولة وكما تفرضها الأوساط المحافظة والمتمسكة بالإلتزام بالأخلاق حتى في طرق البحث عن عريس ..

إذا تكفّلت الفتاة بالمهمة لتخدم نفسها فإنها تبدأ من ( أهل ) الشاب الذي ترى أو تتمناه زوجا لها , فإن كان ابن الجيران مثلا أو شاب من الأقارب , فإنها تتفانى في التودد لأمه وأخته خاصة , تخدمهن إن أتتها الفرصة لذلك , وتُظهر الحب اتجاههن ويصل أحيانا لمناصرتهن في مجالس الحريم حينما يجتمعن في حديث أو نقاش أو غيره , فهي في صفهن دائما , تعطي الغالي من الهدايا ومن الخدمات بكل مجهودها سعيا لجذب انتباههن حتى تحظى بالشاب باختيار من والدته أو أخته ظنا منهما أن هذه العروس هي المناسبة لابن هذه العائلة , كيف لا ولم يريان منها إلا كل الخير ..

إن حالفها الحظ يبدأ المديح فيها بكل أنواعه على مسامع الشاب , وهو بدوره يرخي سمعه في فضول ليعرف المزيد , وبالإستمرار على ذلك فإن الأم والأخت أو كليهما ينجحان في أن يجعلا من دقات قلبه تتسارع كلما سمع إسمها أو حديث عنها ..

عندما تستوي الطبخة يتم فتح الموضوع مع الشاب فيوافق على الإرتباط بـ ( جنته ) كما فهم من الحديث عنها سابقا ..
يتقدم ( القوم ) إلى الفتاة بشكل رسمي فيرفرف قلبها سعادة لأن مجهودها لم يذهب سدى وقد بلغت المراد الذي اشتغلت عليه مدة طويلة بتعب مضني ونفسية منهكة ..

يتم كل المطلوب وتدخل العروس في رحاب أسرة جديدة لتستمر فيما بدأته في ( أيام التودد ) ....
ما إن يطأ قدمها العش الزوجي وبانتهاء ( فترة العسل ) ترى هذه ( الزوجة ) ما تعتقد أنها كانت غافلة عنه , هذا ما يمثله لها خيالها , فتقول في نفسها أنها الآن سيدة المكان ولابد من فرض القوة والسيطرة والرأي ( كزوجة ) ..

لها كامل الحق في التعبير عمّا تريده وما يمليه عليها عقلها ( المتغيّر ) فقد ( هرسة العنوسة هرسا ) ولم تعد تنتمي إلى ذلك العالم الذي كان يهددها بالبقاء طوال العمر بلا زواج , فتبدأ الحرب على من اخترينها :

أمك فعلت .. أمك قالت .. أختك لمّحت .. ويتخلل الكلام أحيانا بعض دموع التماسيح .. ووو ...

فتبدأ في الإمتناع عن زيارة أهل زوجها وتختلق الأسباب والأعذار وتبدأ الحرب الباردة تم تتطور بـ ردّات أفعال متبادلة إلى فتح النار بين الطرفين .. هذا من جهة ..

من جهة أخرى يكون أهلها هم الملائكة فزياراتها لهم لا تنقطع أبدا , وربما بشكل يومي مع الإهتمام بعدم الدخول عليهم خالية اليد , وطبعا لن تنسى تشويه صورة أهل زوجها أمام أهلها , فهي المسكينة المستكينة المظلومة , وهم المستبد والقاضي والجلاد ..

إن كان أهلها من ذوي العقول العاقلة , فلا يسمعون كلامها , وإن هم ممّن وُلدوا بخُرم في التفكير فإن أي هواء يمر على آذانهم يصدقونه ..

- الزوج إما أن يقف كـ متفرّج على التحوّل الغريب ويندب حظه العاثر , أو أن يتدخل بكلمة حق فتُصنفه زوجته من حزب أهله وتنهال هايه بكل الإتهامات ..
- وإن هو ضعيف الشخصية وأصبح خاتما في أصبع زوجته , سيصبح معها وضد أهله , وفي كل الحالات الهانم هي المحرك للأحداث كلها ..

السؤال :

أيتها الزوجة هل نبت عليك الريش ونفشتيه على أقرب الناس إليك ؟
ألم تتذكري وأنتِ ( عانس ) كيف تنزلين أحيانا لدرجات الإستعطاف والإذلال حتى تستميلي أهل ( زوجك ) قبل أن يكون زوجك ؟

ألا تخافين أن هذا التمرد يكون دمارا لبيتك وحياتك الزوجية فتدمين حيث لا ينفع الندم ؟
لماذا لا تتصرفين بسلوك حسن مع من دخلتِ عليهم زوجة فاحتضنوكِ كابنة لهم ؟

ستقولين أنهم سيئي التصرف معك ..

سأقول لكِ :

لو أنتِ ذكية لجعلتِ الكل يحبك , فالكلمة الطيبة ترهف قلوب الحجر ..
والأخلاق الحميدة تحبّب فيكِـ خلق الله كلهم بلا استثناء ..


وكما تقول المقولتان :

- الماء بليونته يذيب الحجر ..
- الحبل وترداده في الحجر الصمّ قد أثّرَ ..

الزوجة الذكية هي من تملك زوجها وأهله وتكون هي أيضا ملكهم ..
ومن ملك الشيء أحبّه وحافظ عليه كـ كنزه الثمين .. وخاف عليه من أن يضيع من يده ..
ولا أتحدث هنا عن امتلاك سيد لعبد أو جارية , بل هو امتلاك القلوب بالمحبة ..

همسة أخيرة :

تذكري أيتها الزوجة المتمردة أنكِ كنتِ يوما ( عانسا ) ..
ومن أخرجك من ظلام العنوسة هو هذا الزوج وأمه وأخته ..



وسلامتكم وعذرا على الإطالة

الثلاثاء، 23 أبريل 2013

أغلى لحظـة في حيـاتي | فطيمة المراكشية




أغلـــى لـحظـة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

أتذكر عندما كان عمري تقريبا 16 سنة رأيت في المنام :
أني ألبس رداءا طويلا أبيض وحجابا أبيض وأقف في مكان أنظر بتطلّع

فأتت امرأة لا أعرفها وقال لي :

هل رأيت هناك ..... أترين الكعبة المشرفة ؟
قلت لها : نعم أراها
قالت : إذهبي وطوفي

واستيقظت من منامي وكلي فرح بهذه الرؤية التي اسعدتني
وفي الصباح حكيتها لجارتنا فقالت لي :

يا بختك ربما ستذهبين إلى الحج أو العمرة فعلا يوما ما ولله أعلم

ومازحتني ابنتها التي هي صديقتي وقالت :
على الأقل حجّيتِ في الأحلام عقبال لنا ياارب

بين فترة وفترة أتذكر الحلم ولم أستطع نسيانه مع التأكد أنني لن أستطيع الحج أبدا
ليقيني بغلاء الوصول إليه ماديا .. لهذا لم يأتي في بالي انه سيتحقق فبقيت أعيش على هذا الحلم

وعندما بلغت من العمر 34 سنة بالصدفة سمحت لي الظروف أن أرى الكعبة فعلا وأطوف بها ولله الحمد

قبل ذهابي لمكة المكرمة أوصتني صديقة لي أن أدخل الحرَم المكي مطأطأة الرأس ..
وعنما أُقبل على الكعبة أرفع رأسي وعند أول نظرة لهذا البيت الشريف العتيق أدعو ربي بما في خاطري

تقول وحسب اعتقادها أن أول نظرة .. فالدعاء لن يُردّ من رب العالمين
وفعلا عملت بالنصيحة وبكل يقيني بأن ربي سيستجيب لي ..
والحمد لله ما طلبته من ربي رزقني به وأكثر أشكره وأحمده سبحانه

فتحت هذا الموضوع لأحاول أن أصف لكم إحساسي عندما رفعت نظري ورأيت الكعبة المشرفة
ولبرهة نسيت وصية صديقتي لأن الموقف لم أستوعبه ولم أصدق أنني أنا فعلا واقفة أمامها وفي هذا المكان الطاهر
لم أصدق أنني فعلا سأؤدي فريضة الحج التي كانت حلما رأيته وعشت معه لسنين طويلة

لم أنتبه إلا ودموعي مثل المطر ولساني لم أستطع تحريكة وكأن مخي قد فُصل عني ..
وفي لحظة انتبهت وكأنني استفقت من إغمائة ..
تذكرت الدعاء فدعوة من كل قلبي وشكرت ربي على هذه النعمة التي أنعم عليّ بها

وستبقى هذه اللحظة أغلى لحظة في حياتي
وإن تكررت لحظة أغلى منها فلن تكون إلأا نظرة بالعين والقلب وطواف وابتهال

نتمنى من الله القبول وأن يكتب هذه اللحظة لكل من تمناها من المسلمين والمسلمات
رزقنا الله وإياكم قربا من رب العالمين أكثر وأكثر بالدعاء وأداء الفرائض بكل مجهود الإخلاص والنوايا الصادقة
وتقبل الله منا ومنكم صيامنا وقيامنا وكافة أعمالنا الصالحة

والسلام عليكم ورحمة لله