الخميس، 11 أبريل 2013

تأفّفــات من أعمــاقي | فطيمة المراكشية



تأففـاات من الأعمـااق



ينتابني خوف من أعماق خوفي , أخاف مما لا أعرفه ولا أحدده , أخاف النتائج الغير مأكدة
لا أستطيع تحديد الإحساس سوى أنه تأفف من الماضي وتكرار للحاضر ووَجَلٌ من المستقبل ..

أخاف أن تأسرني نفسي داخل سجن كياني , كقاطع سبيل ضل الطريق , فانعدمت من حوله الإتجاهات ,
واختفت من ذاكرته بوصلة الزمن , فوقع في أسر اللاشيء ليضعه في حلقة مفرغة يدور بداخلها ويدور ..

لا أعرف التخلص من هذا الإحساس , فقد بدأ عقلي يتحجّر , وأوحى لي أن مشاعري في تبلّد أكيد ,
حتما سأصبح يوما شبه إنسان يحتويه الجمود , ويرى العالم وقد اصبح قطعة ثلج لا فائدة منها فالموسم شتاء ,
وسوف تذوب مع بزوغ أول أشعة الشمس المتمردة , في فصل انعدم فيه الدفء المناخي ..
حتى تسرب إلى العواطف أيضا , وكأنها عدوى لم يُكتَشَفْ لها ترياق ..

هل يا ترى سأعود لسابق العهد كإنسان يحيى كما يحيى الإنسان ؟
هل يا ترى أستمر في التمسّك بغيمة الأمل والتي لا أعرف هل ستمطر ماءأً أم وابلا من الحجر ؟

السنين تتسرّب كحبّات الرمل لتحسب الدقائق والثواني بحرية ودقة متناهية ..
عقود ثلاثة سوف تنتهي وسيلحقها العقد الرابع ... كم سأعيش يا ترى ؟
هل سأبقى لثلاث عقود أخرى ؟ وهل أضمن أن أعيش ساعة واحدة بعد كتابة هذا النص ؟
ما هذا التشبث الفضيع بالحياة ؟ ما هذه الأماني التي لا تنتهي إلا مع آخر رمق ؟

عندما أنطق : أووووف ... مللت الإنتظار على قارعة الأمنياات ..
: ضجرت من الأمل البعيد دون أن يتحقق ..

ينصحونك : الأمل في الله لا ينقطع لا تيأس لا تبتئس .. لا تقنط من رحمة الله ..

سوف يكون ردي حتما :

ونعما بالله ... لا حول ولا قوة إلا بالله .. استغفر الله , ربي لا تؤاخذني ..

وأزيد فأقول :

إلهي وخالقي .. أنا بشر ولي حدود التحمّل .. ربي لم أعد احتمل ..
وحق ألوهيتك الحقة , ورحمتك الواسعة وحقّ الحق الذي أنزلته على الحق

لم أعد أحتمل .. لم أعد أحتمل ..
فما أنت فاعل بي سبحانك ؟!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق