الأربعاء، 24 أبريل 2013

العنوسة وما بعدها | مراحل سلوك زوجة | بقلمي فطيمة


العنوسة وما بعدها

أولا عذرا على لفظ ( العنوسة ) , شخصيا أحب أن أسمي الأشياء بمسمياتها لهذا يكون الإسم في الغالب ( قاسيا ) .. ولكن الضرورة تفرضه لكي يكون المعنى واضحا للمقصود .


تبدأ الفتاة في التفكير في الزواج من سن 16 و20 سنة وهذا هو السن الطبيعي للتفكير في الأمر , ولكن أحيانا تمتدّ بها السنين إلى 35 سنة وما فوق , وهذا هو سن الخطر لفوات قطار الزواج ..
فتبدأ في اتخاذ الأسباب لإنقاذ ما تبقى من الشباب فتتخذ أساليب لذلك عادة مقبولة وكما تفرضها الأوساط المحافظة والمتمسكة بالإلتزام بالأخلاق حتى في طرق البحث عن عريس ..

إذا تكفّلت الفتاة بالمهمة لتخدم نفسها فإنها تبدأ من ( أهل ) الشاب الذي ترى أو تتمناه زوجا لها , فإن كان ابن الجيران مثلا أو شاب من الأقارب , فإنها تتفانى في التودد لأمه وأخته خاصة , تخدمهن إن أتتها الفرصة لذلك , وتُظهر الحب اتجاههن ويصل أحيانا لمناصرتهن في مجالس الحريم حينما يجتمعن في حديث أو نقاش أو غيره , فهي في صفهن دائما , تعطي الغالي من الهدايا ومن الخدمات بكل مجهودها سعيا لجذب انتباههن حتى تحظى بالشاب باختيار من والدته أو أخته ظنا منهما أن هذه العروس هي المناسبة لابن هذه العائلة , كيف لا ولم يريان منها إلا كل الخير ..

إن حالفها الحظ يبدأ المديح فيها بكل أنواعه على مسامع الشاب , وهو بدوره يرخي سمعه في فضول ليعرف المزيد , وبالإستمرار على ذلك فإن الأم والأخت أو كليهما ينجحان في أن يجعلا من دقات قلبه تتسارع كلما سمع إسمها أو حديث عنها ..

عندما تستوي الطبخة يتم فتح الموضوع مع الشاب فيوافق على الإرتباط بـ ( جنته ) كما فهم من الحديث عنها سابقا ..
يتقدم ( القوم ) إلى الفتاة بشكل رسمي فيرفرف قلبها سعادة لأن مجهودها لم يذهب سدى وقد بلغت المراد الذي اشتغلت عليه مدة طويلة بتعب مضني ونفسية منهكة ..

يتم كل المطلوب وتدخل العروس في رحاب أسرة جديدة لتستمر فيما بدأته في ( أيام التودد ) ....
ما إن يطأ قدمها العش الزوجي وبانتهاء ( فترة العسل ) ترى هذه ( الزوجة ) ما تعتقد أنها كانت غافلة عنه , هذا ما يمثله لها خيالها , فتقول في نفسها أنها الآن سيدة المكان ولابد من فرض القوة والسيطرة والرأي ( كزوجة ) ..

لها كامل الحق في التعبير عمّا تريده وما يمليه عليها عقلها ( المتغيّر ) فقد ( هرسة العنوسة هرسا ) ولم تعد تنتمي إلى ذلك العالم الذي كان يهددها بالبقاء طوال العمر بلا زواج , فتبدأ الحرب على من اخترينها :

أمك فعلت .. أمك قالت .. أختك لمّحت .. ويتخلل الكلام أحيانا بعض دموع التماسيح .. ووو ...

فتبدأ في الإمتناع عن زيارة أهل زوجها وتختلق الأسباب والأعذار وتبدأ الحرب الباردة تم تتطور بـ ردّات أفعال متبادلة إلى فتح النار بين الطرفين .. هذا من جهة ..

من جهة أخرى يكون أهلها هم الملائكة فزياراتها لهم لا تنقطع أبدا , وربما بشكل يومي مع الإهتمام بعدم الدخول عليهم خالية اليد , وطبعا لن تنسى تشويه صورة أهل زوجها أمام أهلها , فهي المسكينة المستكينة المظلومة , وهم المستبد والقاضي والجلاد ..

إن كان أهلها من ذوي العقول العاقلة , فلا يسمعون كلامها , وإن هم ممّن وُلدوا بخُرم في التفكير فإن أي هواء يمر على آذانهم يصدقونه ..

- الزوج إما أن يقف كـ متفرّج على التحوّل الغريب ويندب حظه العاثر , أو أن يتدخل بكلمة حق فتُصنفه زوجته من حزب أهله وتنهال هايه بكل الإتهامات ..
- وإن هو ضعيف الشخصية وأصبح خاتما في أصبع زوجته , سيصبح معها وضد أهله , وفي كل الحالات الهانم هي المحرك للأحداث كلها ..

السؤال :

أيتها الزوجة هل نبت عليك الريش ونفشتيه على أقرب الناس إليك ؟
ألم تتذكري وأنتِ ( عانس ) كيف تنزلين أحيانا لدرجات الإستعطاف والإذلال حتى تستميلي أهل ( زوجك ) قبل أن يكون زوجك ؟

ألا تخافين أن هذا التمرد يكون دمارا لبيتك وحياتك الزوجية فتدمين حيث لا ينفع الندم ؟
لماذا لا تتصرفين بسلوك حسن مع من دخلتِ عليهم زوجة فاحتضنوكِ كابنة لهم ؟

ستقولين أنهم سيئي التصرف معك ..

سأقول لكِ :

لو أنتِ ذكية لجعلتِ الكل يحبك , فالكلمة الطيبة ترهف قلوب الحجر ..
والأخلاق الحميدة تحبّب فيكِـ خلق الله كلهم بلا استثناء ..


وكما تقول المقولتان :

- الماء بليونته يذيب الحجر ..
- الحبل وترداده في الحجر الصمّ قد أثّرَ ..

الزوجة الذكية هي من تملك زوجها وأهله وتكون هي أيضا ملكهم ..
ومن ملك الشيء أحبّه وحافظ عليه كـ كنزه الثمين .. وخاف عليه من أن يضيع من يده ..
ولا أتحدث هنا عن امتلاك سيد لعبد أو جارية , بل هو امتلاك القلوب بالمحبة ..

همسة أخيرة :

تذكري أيتها الزوجة المتمردة أنكِ كنتِ يوما ( عانسا ) ..
ومن أخرجك من ظلام العنوسة هو هذا الزوج وأمه وأخته ..



وسلامتكم وعذرا على الإطالة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق