السبت، 1 فبراير 2014

قصيدتي بغداد


قصيدتي بغداد



عشتِ بغداد يا مهد العروبة يا نهج الوفاء
يا منهلي يا جنة الأحرار وقلعة الشعراء
بغداد يا بغداد .. أم المكارم يا دارة الشفعاء
أنت منارعُربي يا عراق والصخرة الشماء
يا موطنا شهدت ضفافك بعذب مائك العلياء

أأنت فوق الأرض أم عطرا لنا ومهابة وشفاء
أقول لضِفَّتيك أين الحمية وصَوْلة الزوراء
أين البوارق أين هارون والمنهل المعطـاء
أين السيوف وأين سـاداتي الورى النجباء
بغداد تكلم حرفه بفصـاحة وشجاعة ورواء
ازدانت بك شيم الرجال مفاخرا وعطاء

بغداد فيك سعادتي قدرا وقصيدتي العصماء
يا قبلة ما كان للدنيا عليك خرائبا وعواء
يا صرخة الإيمان لستِ عن العلا عمياء
يا صخرة الشهداء لا ترديكِ قعقعة السفهاء
لا يرديكِ من خان التراب وعُربه بخيانة الفسقاء
باعوا الحدود وقيّد أركانها وجناحها العملاء
يا صفحة للعرب شامخة يا بسمة النبلاء

بغداد دجلة والفرات يا غاية الحكمــاء
الأصمعي بحبك أرسى مراكبه قصائدا وثناء
وعينه الثكلى فوق الربوع تبسُّم وبكاء
قصيدتي بغداد وفيكِ اكتويتُ بغربتي الرعناء
أصبتِ يا بغداد وأنت الشعلة والتاريخ والحكماء
لا لن نفيكِ حقكِ على الملا والناعقون غباء
لن تُذَل كرامة فيها الرجولة هي موقد وصفاء
فالحق إسم الرافدين يعلو إلى السماء نداء
لا يمتطي ترب العراق من الغزاة مذلة وعناء

سور العراق شرف العراق عزنا ومعاقل العظماء
إن داس تُربُك غاصب سيغوص بالرمضاء
سنحرق أقدام من سرق العراق ونخرج السفهاء
أحب عطر الرافدين وشعبها وأرضها الغناء
سدنا وكنا خير من وطأ الثرى وغيرنا سفهاء
ينابيع مجد لم تزل تسقي شجاعة وعطــاء
سيثأر الشرفاء حقا ولن تنام أعين الشرفاء
وستهب بغداد بحلة قائد لا لمذلة ورضاء
تلك الدماء لن تجف من الثرى ولن يرى العملاء

سرقوا العراق ومزقوا أركانه وكأنه الصفراء والبيضاء
جائوا سراعا لنهب الأكرمين في حلة الخبثاء
لا مجد يعلو فوق مجد شامخ زانه البسطاء
سيجيء فوق الأرض فوق ترابها ريحان الدجى السمراء
من هؤلاء تجمعوا في أرضنا كيف إلتوت برحابها البيداء
كيف اختفت في نهج يعربنا الأصول بمجالس العمياء
إن كان مشرقنا غفى في نومه قل من نلوم نهَّابها الغرباء

يا موطني كم عرجت في أرضنا زمر البغاة والبغلة الحمراء
جاءوا من الغرب البعيد لينهبوا قيما لنا ومعالم شماء
باع الدخيل قلاعنا وتراثنا حتى السيوف لأشهر العظماء
سيف علي المرتضى يُهتدى ؟ وكأنه لعبة شيماء
يهدى ليُسلّم لليهود والذنب الأعمى جهارة ورياء
سيف الإمام قالع خيبر تدنسه يد الخمور وراكب الفحشاء
هذا العبث الذي فزنا به في مسلخ التجديد والأشلاء

النار في بلد العراق ثمارها التشتت والإخلاء والإقصاء
من قال إن عراقنا بيع جهارا في سلة السفراء
من قال أن الأعظمية نُوِّمت وأن دجلة حولها عمياء
والكاظمية أغلقت أبوابها خوفا من التفجير والإصلاء
هذا هراء أن تكون ديارنا ألعوبة من شرقها الوضاء

وهل تعثر التاريخ في عليائه وحاله التمريض والإشفاء
نحن الذين من النضال سمائنا يحيى العراق الصخرة الشماء
هذا العراق خرائب ومقابر دوَّت به مصارع الشرفاء
وبغداد حرى تبكي حزنها بأدمع وبكاء
ما هذه الغيمة السوداء جاءت واللعنة البتراء
والعرب نوّم لم يسمعوا وتجاهلوا العنة الرعناء
صهيون تزرعه بين الصفوف عثا بديارنا اللقطاء
ما انفك يسرق أمتي حتى غدا متسيِّدا وحوله العملاء

أمر على وطني فيبكيني حاله رهينه رمداء بالجبناء
سيأتي لهم يوم وإن طال ليله فلا علة تبقى بدون دواء
في كل عين دمعة حائرة ومقلتها لحن به وفاء
ها نحن فوق أطلال الردى نعاتب الدنيا ونحن نداء
من قال إنا قد خسرنا شراعنا فالبحر يعرف من به وفاء
هل تثلَّم من فعلها ونام عنه وحار صوت الحق في الظلماء

يا باني المجد على جذر الوفا هل تجمع الرمداء والعمياء
لا لن يطول حرابها في أرضنا ولن تجر إلى الردى جرداء
القدس تعتب في اختلاف عروبتي وتشكو من العوراء والعرجاء
إن تنصروا القدس فهذا دينكم وموطن المعراج والإيحاء
عبثا مضينا نسغيث بأمة سكانها الأعيان والوزراء
هذا انهيار الكون من جنباته لا يستوي العقلاء والسفهاء
كم طفلة أردى العدو حياضها وتعانقت فوق الردى غبراء
تبكي ولا من يستجيب لحزنها وكأنها دهر بكى وسماء

غاب الرجال ولم يعد في دارها غير اليهود والحية الرقطاء
مهد المسيح هدّمت حرماته وأصبحت جدرانه أكماء
ونحن ننظر والمصائب تبتسم والأم ثكلى والعواء عواء
شبعنا قرارات وتخدير أمة كانت لها سبل السماء رداء
فلسطين في سوق المزاد نبيعها وأهلها تعساء
كثرت الأصوات كل مطالبا فلسطين داري وفي السماء عنقاء

ستون عاما والجميع تنازعوا تخاصموا بالفتنة النكراء
ستون عاما والخلاف يؤمهم من ذا يكون ومن الذي يرتاء
ستون عاما وعودا واقتراحات وقرارات تخنق الأجواء
أما اليهود على الأشلاء ما تركوا حتى الطين والماء

سرقوا فلسطين فأين النصر مختفيا أم أنه مرض بلا دواء
فيها من الأحرار والياسيني سيدهم شيخ النضال موازينا واسماء
أبو المروءة مقداما بنصرته للعرب سيف وللتحرير معطاء
سكناه قلبي ووجداني بلا جدل نهج البطولة بسام وبكّاء
هو الرمز للأحرار أجمعهم وهو الهواء وهو الشمس والماء



محمد شرف الشريف المدلي
المملكة العربية السعودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق