الخميس، 18 يوليو 2013

الإحتياجات الخاصة فكر وقدرات وعطاء في المجتمع | بقلمي الشريف المدلي


حرر يتاريخ : 18 | 12 | 2012

بسم الله الرحمن الرحيم

وصل الله على نور الأولين والآخرين مصباح الدجى
ورحمة الله للعالمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين


دخل شاب صغير بزمن خلافة عمر بن عبد العزيز الخليفة العادل على مجلسه ,
وتخطى رقاب الناس وزاحمهم والجميع ينظر إليه مندهشين من هذا التصرف الذي قام به ..
حتى بلغ منه أن زاحم الخليفة عمر بن عبد العزيز رضوان الله عليه في كرسيّه ,

فحيى بتحية الإسلام : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فرد عليه الخليفة السلام
وقال له : يا بنيّ إنك صغير بالسن وتزاحمني وأنا على كرسي الخلافة !!

فرد عليه الشاب :
المرء بأصغريه قلبه ولسانه فإذا منح الله العبد لسانا ناطقا , وقلبا حافظا فإن في هذه الأمة من هو أولى منك بالخلافة

أيها الإخوة والأخوات

نحن نأخذ من رجالات هذه الأمة ما به من الحكمة والعدل , وكذلك الحِلم والصبر
وفي كل الحالات فإن الإنسان ( عقل وتدبير ) , فإن التفكير والعلم لا ينطق من الرّجْل أو اليد الغير مكتملة العافية
ولا تُؤخذ من الشكل أبيض أو أسود , ولا من المستوى فقير أو غني فإن الغني هو الله سبحانه

إن الإنسان عطاء وقدرة فكرية ولا يحق لنا أن ننتقص من قدرات أي مريء كان
لقصور في أعضاء جسده أو نقصا في تحركه و قيامه وقعوده ,
فإن شريعة الله سبحانه وتعالى قد جعلت له الحق أن يتساوى مع غيره من أبناء هذه الأمة
ولا يميز بين شكل أو لون ولا ديانة عن أخرى , ولا جنسية دون أخرى

وإن كان الحق لغير صاحب الإحتياجات الخاصة , فقط مرسوما لغيرهم من الأجناس
فإن قوة البغال والحمير تحمل أثقالا وتوصل أحمالها ولا يهمها من هذه الدنيا إلا علفها
فيأتي الإنسان ويسيرها رغم قوتها , بتسخير من الله سبحانه

لهذا من حق أصحاب الإحتياجات الخاصة حقا لهم , شرعيا فصِلا بتِلا بلا منازع ولا معارض فيما هم فيه من الإحتياج
ولا فضل لأحد عليهم ولا منّة , فهم جزء من المجتمع , وحقهم مثبت أخلاقيا ومواطنة ولهم حقوقهم الخاصة في هذا الشأن
لا لأحد عليهم من سبيل على أن يجرّدّ هذا أو ذاك عن مبتغاه وحقه , فهم شركاء في هذا المجتمع الإنساني
فإن الإنسانية السليمة والشريعة الربانية كفلت لهم كامل الحقوق ,
بل وعند بعض الشعوب يفَضّلون هؤلاء الناس عن غيرهم , وتقدّم لهم الأولويات في جميع احتياجات الحياة اليومية ,
وهذا الأمر يأتي من رقي تلك الأمم لتفتخر بهم أمام المجتمعات الأخرى

كما يسميها البعض : الديمقراطية الأخلاقية والمساوات الوطنية في انتماء كل فرد لنفس الشعب وبكامل الحقوق

ولدينا الكثير من الأمثلة على هذا : من عباقرة في العلوم والأدب والفلاسفة وو .. ممن ساروا في معترك الحياة
وقد فقدوا بعض ما يحتاجون إليه ؛ من سمع أو بصر أو حركة البدن أو بعضه , ولكنهم شقوا طرقهم فنجحوا
والأمثال كثيرة مثل : عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين , وهيلين كيلير المعروفة بالحاجة الخاصة المزدوجة
والشاعر العربي الكبير اليمين البردوني , ............. والأمثلة كثيرة ..
والأمر لا يحتاج إلى أسماء حتى نثبت الواجب الإنساني اتجاه هذه الشريحة من المجتمع

فليس من أدب الحياة والسلوك الإنساني أن نجعل أصحاب الحاجات الخاصة في مواقف حرمان من حقوقهم
في التعليم .. والتوظيف .. وأن نحرمه من الوصول إلى ما يمكنهم الوصول إليه بمجهودهم الفكري النيّر
لأنه هذا الشخص يمكنه أن يكون عضوا نافعا في المجتمع ,
ويشار إليه بالبنان فبعلمه وفهمه وانخراطه في المجتمع كما يجب , سيصبح قادرا على العطاء ولا يقل عن غيره

فقد فرضت علينا سلوكيات المجتمع العام أن ننصفهم ونأخذ بأيديهم ,
لا أن نحبطهم ونرفضهم فإن ذلك اعتراض عن إرادة الله سبحانه فيما خلق
فنظرة المجتمع لهم يجب أن تكون نظرة حقوقية ومشاركة وتكاملية , لا نظرة استنقاص ولا تحنّن ولا عاطفة


فكم من صحيحِ جسمٍ هو فارغ وعالة على نفسه وعلى ذويه ومَن حواليه ..
والأمثلة من هؤلاء تملأ الكفّة الفاشلة من المجتمع


والسلام عليكم ورحمة الله
وإلى لقاء آخر بحول الله


حصريا لواحة الأمل بقلم :
محمد شرف الشريف لمدلي
المملكة العربية السعودية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق