الثلاثاء، 7 مايو 2013

02) إيطاليا .. و اللحم الحلال \ حصري لمنتدى واحة الإعاقة و الأمل


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إيطاليا بلد " الطراوة "
كل شيء هنا طري و متنوع .. الخضر طازجة و مليئة بالحياة .. الفواكه كقوس قزح على مدار السنة .
و العجائن بكل أنواعها و أشكالها لا تخلو منها مائدة .. أما اللحوم , فهنا يتوقف الكلام و يقشعر البدن و تدمع العين . ليس لأنها غير طازجة أو طرية و لكن حسرة على عدم القدرة على شرائها و تناولها .. فهي لحوم لحيوانات لم تذبح على الطريقة الاسلامية ..
كلما مررت أمام محل إيطالي لبيع اللحوم أتوقف لحظة لأتأمل تلك الخيرات المعروضة للبيع و التي لا أستطيع الاقتراب منها لأنني مسلمة .. ستقول لي أخي أختي : إشتري اللحم من عند جزار مسلم ..
نعم .. فهذا ما أفعل بدون شك لكن المشكل الذي يطرح نفسه هنا إخواني أخواتي أن اللحوم عند الجزار المسلم تبعث على الغثيان و الشك كذلك .. نعم الشك في جودتها و الشك في كونها لحوماً " حلالاً " ..
تجد المحل مفتوحاً على مصراعيه و تجدبك لافتة عريضة مكتوب عليها " جزارة حلاااااال " فتدخل و كلك أمل في إمتاع ناظرك و متطلباتك من لحوم طازجة .. لكن بمجرد أن تطأ رجلك عتبة الدكان تنقبض نفسك و يتحجر اللعاب على لسانك و في حنجرتك .. و كأنك دخلت مقبرة مظلمة .. قطع من لحم أبيض و أحمر و أسود متناثرة هنا و هناك داخل شيء يفترض أن يكون ثلاجة زجاجية .. ينتابك إحساس مقرف بأنها لحوم حمير و ليست لحوم بقر و غنم و غيرها .. و الأخطر من هذا أننا نسمع باستمرار أن أكثر الجزارين المسلمين لا يبيعون لحماً حلالاً و أنهم يشترون المواشي مذبوحة من قبل جزارين آخرين إيطاليين .. أما ذبائح عيد الأضحى , فبالنسبة لمن لا يستطيع شراء و ذبح أضحيته بنفسه فإنه يضطر إلى شرائها مذبوحة من عند جزار مسلم .. على أساس أن هذا الجزار الذي يفترض أن يكون محط ثقة كاملة يذبح الذبائح بعد صلاة العيد .. إلا أن الحقيقة هي أنه يبيع أكباشاً ذبحت بليلة أو ليلتين قبل العيد و الأخطر أنه يقسم على أنها ذبحت في نفس اليوم .. فكيف تكون مذبوحة في نفس اليوم و هي جافة يابسة لا قطرة دم فيها .. كما يقال عندنا في المغرب " الحَوْلي ميت و شاااابع موت " . أما الأثمنة " فحدث و لا تسل " . و بالنسبة لمشكل أضحية العيد فإن الإيطاليين وجدوا لنا حلاّ لعلمهم بهذه المناسبة و مدى حاجتنا لإقامة شعائرنا الدينية حيث هناك مزارع لتربية المواشي مخصصة لبيع أكباش العيد .. يذهب الشخص إلى المرزعة يشتري ما يريد يذبح كبشه في المزرعة ذاتها ينظفه يقطعه إذا شاء و يحمله إلى عائلته و لا يمنعون أحدا من أفراد العائلة من الدخول إلى المزرعة لمتابعة مراسيم " الذبح " إذا صح التعبير .. الطريف هنا هو أنه في المغرب نشتري الكبش بعد رؤيته و معاينته من حيث الشكل و الحجم أما هنا بروما فإن الكبش يوضع فوق الميزان بعد تحديد ثمن الكيلو الذي يكون في الغالب بين 4,5 و 5 أورو .. يوزن الكبش حيّاً ثم يباع و يذبح .. أرباح صاحب المزرعة تكون كثيرة بكل تأكيد خاصة و أنه يأخذ كل صوف الأكباش و الرؤوس و كل ما لا يحتاجه المشتري ..
الثقة منعدمة هنا .. نأكل لحوماً لا نعلم إن كانت حلالاً أم حراماً .. نشتري لحوماً نتنة زنخة ذات رائحة كريهة
لم نعد مجبرين فقط على المراقبة و التدقيق فيما نشتريه من عند الإيطاليين كالخبز مثلا الذي غالباً ما يكون معجوناً بشحوم الخنازير .. أو بعض المنتوجات الأخرى التي قد تدخل في تصنيعها الكحول و الخمور.. بل نحن مجبرون كذلك على التدقيق و مراقبة ما نشتريه حتى من عند إخواننا العرب المسلمين ..
و يبقى البائع الإيطالي أكثر نزاهة من العربي .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

بقلم آمنة عمر امغيميم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق