الأربعاء، 15 مايو 2013

زنبقة لم يُقَبّلها الربيع \ بقلم آمنة عمر امغيميم


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


هذه الغيمة الداجنة تعكر صفو السماء
الوجوه في الشوارع رمادية
الأصوات في الأفق كاظمة
برك الماء الممزوج بطين الشحوب
تلوذ إلى أطفال الأحياء العابثين
أهي المدينة تحتضر على شراشف المناكب .؟
أم هو هذا القلب السقيم
يعتصره الجوى
و تبدده غصص الرحيل ..؟؟
سلاسل شائكة تلتوي حول
خصر الحياة
التي تستحي أن ترفع صوت العويل
فيسمع لها أنين
كأنين المخاض
لا يجدي البكاء على عمر النوائب
و لا يسعف العتاب على بشرية خواء
تتكاثف الغيمات القاتمات
إلى ما لا نهاية
و يكسي السواد عراء الجمال
هكذا هي سيرة هذا الزمن
تيهٌ عن طواعية وسط أدغال الضياع
و ارتكان مميت بين مذلة الدنيا
و الهوان
كل مجاديف مراكب الحياة تكسّرت
تقودها رياح البطش إلى شطآن
الاستفزاز و الاستنزاف
مستسلمة أنت يا حياة
كما استسلم القلب لوجع الرحيل
ميتة أنت يا حياة
كما يموت الإحساس الجميل
يا زنبقة لم يقبّلها الربيع
و لم يلامسها رذاذ فجر العيد
يا شهيدة زمن العارات
يا خالدة في تاريخ النكبات

آمنة عمر امغيميم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق