السبت، 2 مارس 2013

دعوة الى التوبة 1




أخاطب بهذه الكلمات السالكين إلى الله
أخاطب السائرين على درب القرب من الله
أنادي من زل به القدم، وتاهت به السبل
أنادي من غرق في بحر ظلمه لنفسه وقد بدت منه يد الاستغاثة والنجدة
أذكر نفسي وإخواني وأخواتي
أذكر من عصى وأدبر
أذكر من جفا وبغى
ومن بعد وانزوى
أقبل إلى ربك ومولاك
فإنه يبدل سيئات من تاب وأناب حسنات
تبارزه بالمعاصي وينعم عليك
شرك صاعد وخيره إليك نازل
يتحبب إليك بالنعم وتتبغض إليه بالمعاصي
ألا تستحي من قبيح صنعك وجميل إحسانه
ألا تستحي من عصيانك له في ملكه وبعلمه
يراك أينما تكون ويعلم ما تكون
يراك حيث نهاك وتفقد حيث أمرك
ألم تك نطفة من ماء مهين
ألم تخرج إلى الدنيلا خاليا من كل شيء
ضعيفا.. عريانا.. فقيرا.. جاهلا
{هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1) إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (2) إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3)}
فكيف نسيت حقيقة خلقك
أم كيف نسيت حقيقة موتك
هل لك في هذه الدنيا الخلود
أم هل لك فيها ميثاق أنك إلى ربك لا تعود
فحرك الفكر وتفكر
تفكر في الخواتيم إن كنت مسلما
وتفكر في يوم بعثك إن كنت مؤمنا
ألم تر الموت وقد أخذ منك الأحبّاء
ألم تراه وقد تناقص من حولك الأصدقاء
فقم من الرقاد وابعث واعظ النفس
قم وافطم الشهوة فقد انقضى زمن الرضاع
فإلى متى هذا الابتعاد عن ربك يا أُخَيّ
إلى متى الهروب والخوف من سلوك المحجة والطريق يا أُخَيّتي
{أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (17)}
كم ستعيش في هذه الحياة
سبعين عاما مائة.. عمر نوح
ثم ستقدم إلى ما قدمت فيها
فلا منجا ولا ملجأ من الله إلا إليه
{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ (50)}
كلنا ذكورا وإناثا مقصرون
كلنا في حق ربنا مفرطون
كلنا خطاؤون ومذنبون
من ذا الذي ما أساء قط *** ومن الذي له الحسنى فقط
فباب التوبة لا يوصد ولا يغلق ليلا ولا نهار
إن الله تبارك وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار
ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل
فمهما عظم ذنبك فهو شيء، ورحمة الله وسعت كل شيء
ناداك ربك ومولاك بأجمل وأغلى نداء فقال
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)}
وانظر وتأمل الياء من {عبادي} ما أحلى وقعها على القلوب
فلم يا أُخَي لا تتوب، وإلى ربك لا تئوب
فحيَّ على جنات عدن فإنها *** منازلُك الأولى وفيها المخيم
ولكننا سَبْيُ العدو فهل ترى *** نَعودُ إلى أوطاننا ونسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق