سيفتح باب إذا سد باب، *** نعم، وتهون الأمور الصعاب
ويتسع العيش من بعد ما *** تضيق المذاهب فيها الرحاب مع الهم يسران، هَوِّن عليك *** فلا الهم يجدي ولا الاكتئاب مضى عام من الدنيا.. فمضى عام من حياتي عام.. لم أهتد بعد كيف تكون كلماتي عنه، ولم أُعِد لحديثي عنه أي عُدّة عام.. تعلمت فيه الكثير عن الدنيا وخضت فيه تجارب إنسانية عِدّة عام مضى من عمري لن أدركه بعد الآن عام.. تمنيت لو عاد لأصحح فيه أخطاء وقصورا عام.. أحسست فيه أني بعدت عن ربي وصارت بيني وبينه حجبا أُسدلت في طريق العودة وعقبات وضعت على طريق الأوبة والتوبة فوا أسفاه على عام قد تقضى من حياتي.. نقص فيه عمري على الحقيقة وقرب فيه أجلي.. ودنا من الدنيا زوالي.. ودقت ساعة الحقيقة لقد سالت عيني لعامي هذا؛ وجادت بعبراتِ حسرةٍ أليمة رقيقة وسالت ذكرياته كوابل صيب؛ بلحظات وصور ومواقف وآثار عميقة عام حزنت له، وحين حزنت له إنما حزنت لنفسي أن لم أكن فيه كما أردت عام.. لم أرض فيه عن نفسي وعن نجاح تجاربي فيه وعن ذاتي لم أرض عن أدائي ، سواء على المنتديات أو على واقع حياتي عام.. قلت فيه كلاما كثيرا تمنيت الآن لو كنت أبقيته سجين قلبي وحجمت عن كثير من الكلام تمنيت الآن لو أني فككت أسره فبحت به وكذلك هي الحياة تعلمك من أخطاءك.. إن كنت ذا يقظة وذكاء وتربي فيك تجاربها البصيرة لمستقبلك وغدك.. إن كنت ذا فهم وزكاء تعرفت أناسا جددا؛ مجرد ألقاب.. نعم مجرد أسماء وكتابات على صفحات رقمية.. نعم لكني أحببتهم.. وبالود فؤادي كان لهم يخفق قلبي لقربهم.. وتعليقهم وإن ذابت في عامي أحلامي.. وآماني.. وآمالي لكن لصورهم وقع جميل يعيش في خيالي إنهم عائلتي الثانية يعلمون الكثير من حالي وأحوالي وقد قالت الخنساء قديما ولولا كثرة الباكين حولي *** على إخوانهم لقتلت نفسي وما يبكون مثل أخي ولكن *** أُعَزِّي النفس عنه بالتأسي إنها المماثلة وما تجلبه من مواساة.. أعظم رفيق.. وأوفى صديق وأوسع مخرج للقلب حين يجثو عليه من النوازل كَرَب وضيق أجمل لحظة حين تَكَلَّمت بعد صمت طويل وأقسى لحظة حين أبعدتها لا لأجلي بل لأجلها اللهم اعف عني وعنها وعنا جميعا وأكرم نزلها ووسع مدخلها عام.. ضربت خيمة العزلة علي فيه أركانها.. فعشته شِبْه وحيد والوَهَن على جسدي يطفو للعَيان.. وكل يوم ينمو ويزيد وأم رؤوم* قد علاها الألم.. وقلبي له في كدر يحياه شديد فيا رباه.. سلوى منك إليّ.. فالأمر صعب مراسه علي وعنيد ويا مولاي صَبِّرمُضغتي.. وثبت مُهجتي.. إنك فعال لما تريد فحمدٌ مني إليك ربي.. وثناء -عليك من كل أركاني- وشكر مديد فبرغم ما مضى.. وبكل الذي مضى.. وعلى قساوة ما في هذه الدنيا قد مضى يجب أن نمضي بالحياة قُدما آخذين من عامنا ومما تم في القضاء وانقضى زادا من العلامات.. وضوءا من المنارات.. تنير لنا خارطة عام جديد وإشاراتٍ.. تكون عونا في رسم خطة طريق لمستقبل وغد سعيد أُخي.. أُخَيّتي إن لكل ربيع من الحياة فصل تتساقط فيه الأوراق وتَعرى فيه الحياة من الجمال لكنها تستمر رغم ذلك لتكتسي حلتها من جديد بمنظرِِ جمالٍ أخّاذٍ وجلال فلتكن فيها باسما فإنها دار ممر ونقصان لا دار قرار جعلت ولا كمال وتستمر الحياة إنىِّ إلى رحمةِ الرحمنِ مُفْتَقِرٌ *** وقد دَعَوتُكَ يا رحمنُ رحمانا روحى تَتوقُ إلى لقياكَ واثقةً *** بأَن سَتَمْنحَنِى رَوْحًا ورَيْحانا أُخْرَاكَ فيها خَلاصُ الرُّوحِ مِن كَبَدٍ *** فيها التَّحَرُّرُ من أَوهام دنيانا هَبْ لِى رضاكَ فما أَرْضَى به بَدَلاً *** يا واهبَ الفضلِ، كلّ الفضلِ رضوانا --------------------- * تقال لمن أحبت ولدها وعطفت عليه ولزمته |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق