الأربعاء، 20 مارس 2013

دعوة الى التوبة 2



يا من عدا ثم اعتدى ثم اقترفْ *** ثم ارعوى ثم انتهى ثم اعترفْ
أبشر بقول الله في تنزيله *** إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلفْ
فإذا أبصر العبد بعد العمى
وعلم ما له وما عليه
استيقن لديه مدى تقصيره في حق خالقه ومولاه
واستحكم منه قيد الإقرار بعظم جناية ما قدم بين يديه
فصار إلى التوبة صيرورة الاضطرار
فليس له إلى غيرها فرار ولا قرار
فلازمته منذ أن حاسب نفسه إلى أن يلقى ربه
فهي عنوان فلاحه {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)}
ولتنظر يا عبد الله أي الخيارين تختار إما أن تكون ظالما أو تكون تائبا {وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (11)}
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة عن خير الأنام عليه أزكى صلاة وسلام "والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة".
وعند أبي داود من حديث ابن عمر قال: " إن كنا لنعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم". وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
أخي الكريم أختي الكريمة
إن حقيقة التوبة هي رجوع العبد الى ربه ومولاه بمفارقة طريقَي الغضب والضلال
ولا تصح إلا بمعرفة الذنب، والاعتراف به، وطلب الخلاص من سوء عاقبته
ومن شروطها الندم على ما مضى
فمن لم يندم على ما اقترف من قبيح القول وخسيس الفعل؛ دل على رضاه عما جنى، وهو خرم في صدق توبته. والمتأمل في أحوال وأقوال بعض من تاب من الممثلين والممثلات يرى شناعة الاصرار على الماضي الأثيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله
ومن شروطها الاقلاع في الحال عن الخطيئة
إذ كيف تدعي الندم والتوبة وأنت لا زلت في افساد نفسك منغمسا، وفي لذتك الفانية منغمرا، ولمخالفتك الصارخة لمولاك مباشرا
ومن شروطها عزمك وتوطين نفسك على تطليق ذنبك بالثلاث، وعدم العودة والقهقرى اليه فيما بقي لك من مُقام في هذه الحياة
واجمع ثلاثتها وقت التوبة فانك إن تفعل، فحينها ترجع الى العبودية التي خُلقت من أجلها
وهذا الرجوع هو أعظم حقيقة تحس بها وتعيش لها

ولعل الاعناق طالت واشرأبت الى التوبة
والعيون قد سالت وابلا من الشوق والمحبة
سائلة.. مسترشدة.. عن الطريق وسبيل العودة
راجية المعونة على سلوك درب الرجعة والأوبة
وقد تحفَّزَت النفوس.. آملة عبور المحجة
فلله هي من لذة..
أخبروني.. هل ذقتم حلاوتها؟
أُخَي.. أُخَيَّتي..
هل استشعرت ولو يوما من دهرك مودتها؟
إنها لا توصف بالكلمات، بل لا توجد لها في المعاجم مترادفات
هي سمو الروح في أرجاء هذا الملكوت
إنها تحليق لهذا الفؤاد، وقد فارق وعاءه الطيني الى هناك
حيث يسجد سجدة الانقياد والاتباع
سجدة ملؤها المحبة، والانكسار والمودة
فلا يقوم منها إلا وقد نودي عليه {ادْخُلُوا الْجَنَّةَ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ}
إلهي..
إلهي لا تعذبني فإني مقر بالذي قد كان مني
ومالي حيلةٌ إلا رجائي وعفوُك إن عفوتَ وحسنُ ظني
وكم من زلة لي في الخطايا وأنت علي ذو فضل ومَنّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق