السبت، 23 مارس 2013

الثوابت والمتغيرات



تأملت السماء - في ليلة صافية - كلما استيقظ طرفي في ساعة من الليل،
فرأيتها تتغير أشكالها وتتحول أماكنها، مبرزة في كل مرة شكلا جديدا ولوحة جميلة تباين التي ستأتي وتغاير التي مضت،
لكن لفت انتباهي وشد ملاحظتي وتأملي: نجم ثابت في مكانه مستقر في لمعانه الأخاذ،لا يتزحزح ولا يناله تغيير ولا تبديل.
فكأن صفحة السماء توحي لبني الإنسان: بأن الحياة كما تحتوي على المتغيرات وتمتلئ بها، فلا بد من وجود ثوابت ومرتكزات في حياتك
وإلا صرت إمعة يتبع ما هب ودب، يتحكم فيه من أراد لتلك المتغيرات أن نصير لها عبيدا.
فوجب لمن أراد خلاص نفسه، ان يعرض المتغيرات على ميزان الثوابت، فيتضح له العدل في الأمور والبصيرة في الرأي، فيسير في مجريات حياته على يقين وطمأنية فيما يأتي أو يذر، لا أن تسيره ما يأتي عليه من أحداث، فتفقده التوازن، فيمسي على حال ويصبح على نقيضها.
إن هذا المعنى وهذا المنهج المكين، لهو سفينة النجاة أمام الأمواج العاتية للغزو الفكري وسطوة الإعلام الغربي.
فعلى الحركات الدعوية ان تكون على بينة ونهج واضح في تحركاتها وتفاعلها مع الأحداث والمستجدات
فحركة ليست على قواعد ثابتة هي حركة مآلها الذوبان والتشكل، فهي في مهب الريح منقادة لن تربي ولن تغير، فلن تؤثر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق