الأحد، 24 مارس 2013

ما أصعب التخلي عن الحلم









احترت حقا أين أضع هذا الموضوع ففيه شبه من القصة وفيه بوح وكلاهما عن حقيقة
كتبت ما أكتب الآن وأنا مرسل لجواد قلمي زمامه
أردته أن يكتب بوح قلبي مسترسلا من كل قيد لسياق المحاور، أو انتقاء لدقيق الألفاظ، أو اختيار لجميل العبارات
أردت وتركته اليوم يكتب على سجيته متحررا من عبودية الفكر وبراعة الأسلوب
فمنذ أن عقلت معنى الامنيات وأنا أحلم
حلمت بآمال كبار جدا وأنا لا زلت صغيرا جدا
كنت ما أرسمه وأنا في أوائل الدراسة يعلق على جدار القسم المدرسي
فكان حلمي الكبير في صباي بأن أكون رساما
ثم لما نلت في الرابعة ابتدائي جائزة العام بسبب حصولي على المركز الاول على صعيد المدرسة
وكانت الجائزة رواية لأديب انجليزي لا أتذكره الآن جيدا لكن أذكر أنها كانت من ترجمة المنفلوطي
أمضيت صيف ذاك العام أقرأ كل يوم منها مقطعا
فكان حلمي الكبير آنذاك أن أكون كاتبا
ثم عشت سنينا ضاع فيها الهدف مني بسبب عدم إكمال الدراسة، وقبوعي في البيت
لكن أنقذتني في تلك السنين نصيحة لأستاذ قد درسني في الابتدائية، لن أنسى جميله، فحين علم بانقطاعي عن الدراسة التقيته مرة في إحدى الحدائق قدرا، وكان جالسا بهدوءه المعتاد فرحب بي وتجاذبنا أطراف الحديث فقال عندما هممت بالإنصراف ناصحا لي بألا أدع المطالعة والقراءة خشية وحتى لايضيع مستواك وحتى يبقى فكرك في تقدم
فكنت جريا على نصيحته أقرأ كل شيء وقعت عليه يدي
حتى إذا بلغت حوالي 17 عاما بدأت ألتزم وبدأت تتغير نظرتي للكون والحياة
فكنت معجبا بالشيخ ابن باز جدا فقيه العصر، وكنت أنبهر ببديهيته وقوة حفظه وسرعة استحضاره، وكذلك الشيخ الألباني محدث الأمة رحمة الله على الجميع
وكان حلمي الكبير حينها بل كان أكبر حلم تمنيته هو أن أكون عالما
لقد كنت أقرأ حوالي 16 ساعة يوميا
كنت أبدأ من صلاة الصبح الى صلاة الظهر ثم أغفو بعدها ثم من صلاة العصر إلى ما شاء الله من الليل
وكنت أدرس في فنون شتى
في الفقه، وأصول الفقه، والحديث،والمصطلح، والتفسير، وأصول التفسير، والنحو، والعقيدة، والفرق، وشيء من التجويد، وأطالع الشعر والتراجم والتواريخ والسلوك وحتى السياسة كنت أهتم بها
وكنت أُدَرِّس في حصص منزلية بعض هذه الفنون لمجموعة من الإخوة
كلهم يفوقونني في المستويات الدراسة وكان من بينهم جامعيون، فالحمد لله وحده
لكنه كان جهدا فرديا تنقصه المنهجية السليمة، ويعوزه الإرشاد والمتابعة والتقويم
لذلك لم يؤت ذاك الجهد من الثمار ما كنت أرجوه
على أن ذلك انقطع لظروف يطول ذكرها
لقد تركت كل ذلك ورائي الآن.. تركته مرغما
تركت كل ما كنت أحلم به وآمنت بقدري مع كل الرضى
لذا سميته حلما لأني أدركت بأنه كان حلما فقط
كم كان شديدا علي ترك كل ذلك.. وكم هو صعب أن تتخلى عن أحلامك وآمالك
إن لعين لتدمع على أيام حلوة المذاق بحلم ذي جلال وجمال
وداعا أحلام الصبا والشباب.. وداعا أيتها الأماني والآمال
لم تساعدني الظروف ولم تأت بما أبتغيه الأيام
ضاع مني في اقتفاء حلم لن أدركه سنين وأعوام
ولم أجد حلمي الحقيقي بعد.. ولا زلت أبحث عنه إلى الآن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق