الجمعة، 8 مارس 2013

اليك يا اختاه في درب الابتلاء







 

إطلعت قدرا في بعض المنتديات على كلمات لأختٍ لنا في درب الإبتلاء
وأتحسر أني قرأت متأخرا عن ظلامة لها ممن يوسمون بأنهم قرباء

كلمات شكوى وقهر من نبضات قلب محروق

وهمسة صارخة من نبرات حلق بالأسى مخنوق

فأحدثت قصتها كَلْما لا زال في قلبي إلى الآن لا يغسله الماء

وسيبقى ما حييت جراحات تسيل حبرا أزرقا بدل الدماء

خطًا يبوح من ريشةٍ لي وبنان آخذٍ بقَلَم

ووحيًا يتدفق من إلهامٍ لدي ظمآنٍ ونَهَم

ولونًا لسماءِ فجرٍ مضيءٍ رمزا لأملٍ بعد أَلَم

صورة لظلم هذا المجتمع، الذي لم يربى على الهَدْي الأمثل والسنن الأقوم

ظلم لأخت كريمة مكرمة وإن أرادوا أن يحطوا بظلمهم من كرامتها

فالكرامة شيء وهبه الله لبني الإنسان، وليست بملك لأحد كائنا من كان

أخت مكرمة كرامة الإنسان، على كرامة الإسلام والإيمان، على كرامة المرأة، أنوار فوق أنوار

مشهد لم يعد بنافع فيه ماء عين ولا غسيل أجفان

ولم ينفع معه بكاء ولم يستدع لشدة هوله العبرات

مشهد.. قبيح جدا أن يمثل في بلاد أتباع محمد إن كانوا حقا أتباع محمد

مشهد.. شنيع أن يكون عين مورده امرأة تسمى أما قد عدمت منها الأمومة

ولا يعقل صدوره ممن كان أبا ولم يملك على الحقيقة من الأبوة ذرة

مشهد قد يسيء لنا ويضرنا ألما في هذه الدار

ولكنه لهم يسوء حقا في دار الحساب والقرار

لقد أثرت تلك الكلمات في تصوري لما تعيشه أُمَّتُنا من تعقيدات وسوآت

أثرت في عديد من مفردات ما أعلم عن حياة أخواتي من ذوات الاحتياجات

حزنت جدا لأخت سليمة حكت لي بحثها عن عمل، لتغطي لهذه الحياة الضرورةَ من الحاجيات

مع أن والدها حي، ولا أقول أباها. فكيف بأختنا تلك، وما تعيش وتحياه وتلابس من معانات

لم يغمض جفني كما اعتاد لأيام - ويشهد الله -؛ أرقا من التفكير

تمنيت لو أرادت عيني البكاء لكنها أبت، وعجز لساني عن التعبير

كنت أظنني على قدر كبير من الإبتلاء فإذا أنا لا شيء إزاء عذابها

حقرت أمامها نفسي، وتصاغر ما أكتب أمام صمودها، وصبرها، وإبائها

كنت أقبل تصورا فقط وباعتباراتٍ، تمني الوالدين الراحة لابنهما المبتلى بالوفاة والموت

ولم يخطر لي ولو على باب الافتراض أن يوجه الكلام بذاك التمني له مرئيا وبصوت

إنه ابنكم.. إنها ابنتكم.. إنهم من أصلابكم وأرحامكم.. هم للحسنات ثراء وللسيئات شفاء

يوم القلوب تبلغ الحناجر فَرَقا من هول ما ترى، فلا الارض أرض، ولا السماء سماء

يوم يود الظالم أن يحجبه عن سوء عمله أمد بعيد.. ذاك يوم الحساب والجزاء

إليك أختي ولكل مظلوم أقول: إن ربك ليعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون

أقول: صبرا آل الإعاقات إن موعدكم الجنة إن شاء ربي وعد للصابر مكنون

وخاتم بوحي كلمةً كتبتها بمدادٍ من حبورٍ وسرور
على صفحاتٍ بيضاءَ ناصعةٍ من فؤادي كأنها نور

معطرةً بعبقِ وردٍ، وأريجٍ فاحَ من عطرٍ وزهور

أبعثها رسالة أقدمها مني إليك.. فأرجو أن تقبليها

بِصَكِّ من الود جميل على جناح طائر الأمل فافتحيها

وفيها أقول:

قل للذي بصُروف الدهـر عيّرنا *** هل حارب الدهرُ إلا من له خطرُ

أما ترى البحر تعلو فوقه جيف *** وتستقـر بأقصـى قعره الــدررُ

وفي السماء نجوم لا عداد لها *** وليس يكسف إلا الشمس والقمرُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق