الجمعة، 29 مارس 2013

حكايتي مع مخدّر الخرشاشة | فطيمة المراكشية



من ذكرياتي مع الخشخاش > هفوة طفولية ...

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


في طريقنا للمدرسة الإبتدائية على عجلاتنا الهوائية كنا نمر على أراضي مهجورة لا حرث بها ولا حصاد على مدار السنة ..
فـ في موسم الربيع تزدهر هذه الأرض بالحلة الخضراء المزركشة بأنواع الزهور والحشائش ..
كنا ونحن أطفال .. وأطفال الجيران نترك دراجاتنا جانبا لنلهو وسط الجنة الخضراء ونقطف منها باقات الزهور ..
من بين هذه النباتات نبات نسميه ( الخرشاشة ) تنبت في أول بدايتها زهرة جميلة ..
وبعد مدة قصيرة تذبل فيبقى منها صرّة بها ثقوب إن استوت بأشعة الشمس تتفتح وتخرج منها حبيبات سوداء ..

الكارثة أننا كنا نأكل هذه الحبوب وبكثرة فنمضغها لتتحول كالحليب ..
بل ونتسابق على من سيحظى بأكثر كمية
حتى أننا نأخذها معنا للمدرسة وفي وقت الإستراحة نخرجها وننثر محتواها في راحة اليد لنقذف بها في ( اشداقنا ) ..
مرة أتت لزيارتنا خالتي وزوجها وابنها الأكبر مني بـ 3 سنوات ..
بعد الغذاء جاءه ابن الجيران وهو صديقه فذهبوا لصيد العصافير مع باقي الأطفال من عمره ..
وعند عودته جلس يشاهد التلفزيون وفي يده الخرشاشة يصب في يده ويأكل ..
ما إن رآه والدي حتى صرخ في وجهه : ماذا تأكل يا مجنووون ؟

تفاجأ أبوه بالأمر أيضا فأعطاه ضربة على يده حتى تناثر ما بها وقال له :
ألا تعرف أن هذا الوباء يخدّر العقل ولا يصلح أكله ؟
عندها وقفت أنا مستغربة وفي سرية تامة
لأنني إن أفصحت أنني أنا أيضا آكلها ..
حتما سأنال كفا ممتازا على رقعة وجهي :

تساءلت :

- كيف يخدر ونحن نملأ به أحشاءنا طول اليوم وفي المدرسة أيضا ؟
بعد أن كبرت ووعيت للأمر عرفت ما هو ( نبات الخشخاش ) ..
حينها لم أعرف هل أبكي أم أضحك ..
أم أصدق أنها تخدّر المخ
ونحن أمخاخنا كانت كالحديد لم تتأثر ولم يتزعزع كيانها ..
هل لأنها عقول ( ماد إن أراب ) فاقدة للإدراكِ أصلا ؟
أم أننا لدينا ( حصانة ) لا يملكها إلا نحن والجن ؟
وكيف كنا ندرس وننال الدرحات العليا ونحن المفترض في حالة تخدير !!



نسأل الله العفو والمغفرة فهذه النبتة محرّمة شرعا أيضا ..
لأنها يستخرج منها الهيروين والكوكايين والعياذ بالله


من هفوات الطفولة

هناك تعليق واحد:

  1. بالعكس بذور الخشخاش لا تحتوي على المواد المخدرة بل هي غنية بالفيتامينات

    ردحذف