الاثنين، 18 مارس 2013

وتستمر الوحدة







ما أشد ألم الفراق، وما أقسى لحظات الوداع، وما أحزن العيش بلا رفيق صادق الخُلَّة،وكم هو عظيم ذاك الأسى أن تعيش وحيدا
وحيدا مع مشاعرك وبذاتك، وحيدا بتفردك، وكأنك لسائر الطباع مخالف.
وحيدا كأنك نسخة مغايرة عن سائر البشرية.
تكتم في نفسك سيلا صيّبا من الأسرار، وتحمل لوحدك جبالا من الآمال والأحلام
لا تستطيع البوح لأحد، ولا يحس بك أحد.
تعيش بشخصيتين وتحيى بكيانين.
كم هي قاسية هذه الحياة الكذوب، وكم هي جامدة تلك النفوس والقلوب.
وكم هو صعب حفظ الأسرار وإخفاء الآلام والأحزان، وكم هو قاسٍ كتمان خوفنا واضطرابنا ومحاولة تناسينا للأسى والأشجان.
إن فراق الأحبة ليلٌ يأتي على شمس النهار؛ فإذا الأرجاء في ستر من الظلام صفيق.
وإن بعدهم لسواد قد غلب على بياض السعادة؛ فإذا القلب وقد علاه حزن عميق.
أعترف أني حزين لفقدكم، وحزين لفراقكم، وحزين لبعدكم، ذرات كياني حزنت لكم.. نعم والله.
وأنه حزن شديد الوطء على قلبي، عظيم الوقع على مشاعري، عميق الأثر على حياتي، نعم وربي.
لكن رجائي في ربي أن تنخفض حرارة الفراق، وتخبو جذوة الاشتياق، وفقد آمالي، أن تنخفض من عليائها حرقتي مع تعاقب الأيام ومرور الزمن وطول الليالي.
رجائي أن تعينني نعمة النسيان على تلاشي حسن صورتكم من خيالي، وإن كنت لا أخال النسيان سوف يفيد في محو لحظات جميلة من بالي.
فما أصعب الوحدة وسط حشد من الأجساد غفير ولا بك أحد يبالي، وما أشد مرارة اغتراب الروح وسط هذا الجسد الفاني إلا من قيلٍ وقالِ.
وتسمر الوحدة.. وما أشد استمرار الوحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق