الأربعاء، 27 مارس 2013

ويستمر الوهن







سَأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأدواء *** كالنِّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّمَّاءِ
وأقول للوهن الذي لا يَنْثني *** عن حرب آمالي بكل بلاءِ
لا يطفىء اللهبَ المؤجَّجَ في دَمي *** موجُ الأسى وعواصفُ الأرْزاءِ
فاهدمْ فؤادي ما استطعتَ فإنَّهُ *** سيكون مثلَ الصَّخْرة الصَّمَّاءِ
واملأْ طريقي بالمخاوفِ والدّجى *** وزَوابعِ الاَشْواكِ والحَصْباءِ
وانشُرْ عليْهِ الرُّعْبَ وانثُرْ فَوْقَهُ *** رُجُمَ الرّدى وصواعِقَ البأساءِ
سأَظلُّ أمشي رغْمَ ذلك متَوَهِّجا *** في ظُلمةِ الآلامِ والأدواءِ
النّور في قلبِي وبينَ جوانحي *** فَعَلامَ أخشى السَّيرَ في الظلماءِ
---------------------
ويستمر الوهن.. ومكتوب له أن يستمر
يستمر ما دام القضاء مُشاءً لم يتغير وماضيا
وما بقي الابتلاء مستمرا ولم يَلُح علم النهاية آتيا
وهنٌ.. ينمو مع الأنفاس
بل يُعَد لنموه من الوقت الثواني ومن الأعين الطرفات
يدب في الأركان دبيب النمل من الأرض في الطبقات
ويجري في دمائي والأعصاب
ويمضي لا يبالي أذلك عليّ مسرات أم مضرات

لقد نزلتُ في هذه النبضة عن صهوة براعة الاستهلال
وآثرت لغياب نقطة البدء وخفائها الى الارتجال
فأين مبدأ هذا الوهن من الزمان.. فأنا لا أتذكر ذاك
وأين منشؤه من قالب روحي.. أمن هنا بدأ أم من هناك
من أين أبدأ؟
أَمِن كونه عقبةَ كل طموح أو أمل
أم من كونه حجرَ العثرة ومنشأَ العَطَل
من أين حديثي عنه يبدأ؟
فقد أحكم خيوط شباكه عليّ وحبالها، فأضعف وشل الحركة
واستحكم من كل عِرق وعَضَل، فتم له ما أراد وظن رِبْحَ المعركة
من أين الكَرُّ منه علي بدأ؟
أتى على قلاع بساط الوجود ورِداء الحياة حصنا حصنا
ودَكّ ما أتى عليه من علامات البقاء والمنارات سنا سنا
فلم يبق من هذا الصراع إلا مضغة أبت إلا أن تدق هذه النبضات
أبت تلك القلعة إلا استمرارا في ضخ جنودها سرايا ونجدات
قلعة أخيرة.. تدب إرادة الحياة الى أطراف بلدٍ منهكٍ.. راقدٍ.. قد تهالك
قلعة.. ترسل بعثات العزيمة على أن الملك في الحقيقة ما زال بأنفاسه يتمالك
إنه قلبي وفؤادي.. منبع إرادتي؛ وقُوتُ همتي وحياتي
إنه الحصن الأخير.. فيه أملي وسعادتي؛ وفيه نجاتي
لم يهن.. ولن أبدا يهون
وما كان لوهنه أن يكون
فلو لم يبق من حركات هذا الجسد إلا حدقات الأعين.. وحتى إن هي زالت
سأحيا بقلبي في لوح الأمل بين عَبَق الزهر.. وسنبلةٍ من عبير الربيع قد مالت
سأحيا بقلبي رغما على إكراهات الحياة وإن امتدت بهذا البلاء السنين وطالت

أُخَيّ أُخَيّتي
الله يريد قلبكَِ
فأتي به يوم تلقاه معافا من المخالفة.. نقيا طاهرا وسليم
فكل طرف يوم ذاك شاهد على صاحبه بقَبيحِ الفِعالِ وكليم
فالله الله في كل ما تملك.. مضغةٌ.. فيها شقاءُ المرء ونعيم
فالله يريد قلبك أيها المبتلى.. إنه بالذي بك لخبير وعليم


إِنِّي أَقُوْلُ لِنَفْسِيُ وَهْيَ ضَيِّقةٌ *** و قدْ أناخَ عليها الدهر بالعجبِ
صبراً على شدة الأيام إنَّ لها *** عُقْبَى وَمَا الصَّبْرُ إلاَّ عِنْدَ ذِي الحَسَبِ
سيفتح الله عن قرب بنافعةٍ *** فِيْها لِمِثْلِكَ رَاحَاتٌ مِنَ التَّعَبِ

بقلم: عبد الرحيم صابر

-------------------------------
اللهم إنا عبيدك، أبناء عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك،
نسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا،
اللهم ذَكِّرنا منه ما نُسّينا، وعلِّمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار؛ على الوجه الذي يرضيك عنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق